[ ص: 307 ] قاعدة في [ ص: 308 ] [ ص: 309 ] بسم الله الرحمن الرحيم الانغماس في العدو وهل يباح؟
الحمد لله نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
ونشهد أن لا إله إلا الله ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وكفى بالله شهيدا ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد ، فهذه مسألة يحتاج إليها المؤمنون عموما ، والمجاهدون منهم خصوصا ، وإن كان ، كما قال تعالى : الإيمان لا يتم إلا بالجهاد إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا الآية .
ولكن الجهاد يكون للكفار والمنافقين أيضا ، كما قال تعالى : يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم في موضعين من كتاب الله .
، كما قال تعالى : ويكون الجهاد بالنفس والمال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله . ويكون بغير ذلك وينفعه ، لما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : . ويكون الجهاد باليد والقلب واللسان ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : "من جهز غازيا فقد غزا ، ومن خلفه في أهله [ ص: 310 ] بخير فقد غزا" ، وكما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : "جاهدوا المشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم" بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم العذر" . فهؤلاء كان جهادهم بقلوبهم ودعائهم . "إن
وقد قال تعالى : لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : . "الساعي على الصدقة بالحق كالمجاهد في سبيل الله"
وقال أيضا : ، كما قال : [ ص: 311 ] "المجاهد من جاهد نفسه في الله"
. "المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"