وفي هذه السنة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس إلى العراق وإلى خراسان من يدعو إليه وإلى أهل بيته فاستجاب له جماعة . وكتب لهم وجه محمد بن علي كتابا ليكون لهم مثالا وسيرة يسيرون بها ، وكان يقول لرجال أهل الدعوة حين أراد توجيههم : أما الكوفة وسوادها فهناك شيعة علي وولده ، وأما البصرة وسوادها فعثمانية ترى الكف ، تقول: كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ، وأما الجزيرة فحرورية ، وأما الرقة فمسلمون أحلاف النصارى ، وأما أهل الشام فلا يعرفون إلا طاعة بني مروان ، وأما أهل مكة والمدينة فقد غلب عليها أبو بكر ولكن عليكم وعمر ، بخراسان فإن هناك الصدور السليمة والقلوب الفارغة التي [لم] تتقسمها الأهواء ولم تتوزعها النحل . [ ص: 57 ]