ثم دخلت
فمن الحوادث فيها: سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
أنه أول المحرم ، وهو النصف من أيلول قوي الحر حتى أخذ بالأنفاس ، وخرج أيلول كله عن حر شديد ، ودخل تشرين بمثل ذلك ، وكان في اليوم الثامن منه حر لم يكن مثله في آب وتموز .
وفي صفر: ورد الخبر بورود الروم إلى أرزن ، وميافارقين ، وأنهم سبوا وأحرقوا .
وفي ربيع الآخر: عقد نكاح لأبي [منصور] إسحاق بن المتقي بالله على علوية بنت ناصر الدولة أبي محمد بن حمدان على مائة ألف دينار وخمسمائة درهم ، وجرى العقد بحضرة الخليفة وولي العقد على الجارية أبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي ، ولم يحضر ناصر الدولة [وضرب ناصر الدولة سكة فزاد فيها عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضيق] ناصر الدولة على المتقي بالله في نفقاته ، وانتزع ضياعه وضياع والدته . [ ص: 27 ]
وفي آذار من هذه السنة: غلت الأسعار حتى أكلوا الكلاب ، ووقع الوباء ، ووافى من الجراد الأعرابي الأسود أمر عظيم حتى بيع [كل] خمسين رطلا بدرهم ، فكان في ذلك معونة للفقراء لشدة غلاء الخبز .
وفي ذي القعدة: خرج إلى الشماسية لصيد السباع . المتقي
وفي هذه السنة : خرج خلق كثير من التجار من بغداد مع الحاج للانتقال إلى الشام ومصر ، لاتصال الفتن ببغداد ، وتواتر المحن عليهم من السلطان .
وفيها: ورد كتاب من ملك الروم يلتمس منديلا كان لعيسى عليه السلام مسح به وجهه فصارت صورة وجهه فيه ، وذلك المنديل في بيعة الرها [وأنه] إن أنفذ إليه أطلق من أسارى المسلمين عددا كثيرا فاستؤمر المتقي بالله فأمر بإحضار الفقهاء والقضاة ، فقال بعض من حضر: هذا المنديل منذ زمان طويل في هذه البيعة لم يلتمسه ملك من ملوك الروم ، وفي دفعه إلى هذا غضاضة على الإسلام ، والمسلمون أحق بمنديل عيسى عليه السلام . فقال علي بن عيسى: خلاص المسلمين من الأسر أحق [بمنديل عيسى عليه السلام] فأمر بتسليم المنديل وتخليص الأسارى . المتقي
قال ووصل الخبر بأن الصولي: القرمطي ولد له مولود ، فأهدى إليه أبو عبد الله البريدي هدايا عظيمة فيها مهد ذهب مرصع بالجوهر ، وكثر الرفض ، فنودي ببراءة الذمة ممن ذكر أحدا من الصحابة بسوء . [ ص: 28 ]
وورد الخبر بقبول خلع السلطان علي بن بويه بفارس ولبسه إياها وحضره حينئذ الشهود والقضاة .