أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثنا الأزهري قال: حدثنا سهل بن أحمد الديباجي قال: حدثنا الصولي قال: حدثنا الغلابي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن التيمي قال: حدثني المطلب بن عكاشة المزني قال: قدمنا على أمير المؤمنين الهادي [شهودا] على رجل منا شتم قريشا ، وتخطى إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلس لنا مجلسا أحضر فيه فقهاء أهل زمانه ، ومن كان بالحضرة على بابه ، وأحضر الرجل وأحضرنا ، فشهدنا عليه بما سمعنا منه ، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال: إني سمعت أبي [المهدي] يحدث: عن أبيه المنصور ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عباس قال: من أراد هوان قريش أهانه الله . وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيت إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اضربوا عنقه ، فما برحنا حتى قتل .
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الحسين بن الحسن النعالي قال: حدثنا أحمد بن نصر الزراع قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا العباس بن الفضل ، عن أبيه قال: غضب موسى الهادي على رجل ، فكلم فيه فرضي عنه ، فذهب يعتذر ، فقال له موسى: إن الرضا قد كفاك مئونة الاعتذار .
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] قال: أخبرنا [ ص: 308 ] الحسن بن محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال:
حدثنا محمد بن أبي الأزهر النحوي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله ، عن جدي عبد الله بن مصعب قال: دخل مروان بن أبي حفصة على الهادي فأنشده مديحا له ، حتى إذا بلغ قوله:
تشابه يوما بأسه ونواله فما أحد يدري لأيهما الفضل
فقال له الهادي: أيما أحب إليك ثلاثون ألفا معجلة أو مائة ألف تدور في الدواوين؟ قال: يا أمير المؤمنين ، أنت تحسن ما هو أحسن من هذا ، ولكنك أنسيته ، أفتأذن لي أن أذكرك؟ قال: نعم ، قال: تعجل الثلاثين الألف ، وتدور المائة الألف .قال: بل تعجلان لك جميعا ، فحمل ذلك إليه .
قال سعيد بن سلم: سرنا مع الهادي بين أبيات جرجان ، فسمع صوتا من بعض تلك البساتين من رجل يتغنى فقال لصاحب شرطته: علي بالرجل الساعة . فقلت: يا أمير المؤمنين ، ما أشبه قصة هذا الخائن بقصة سليمان بن عبد الملك ، فإنه كان في متنزه له ومعه حرمه ، فسمع من بستان آخر صوت رجل يتغنى ، فدعا صاحب شرطته فقال: علي بصاحب هذا الصوت ، فلما مثل بين يديه قال: ما حملك على الغناء وأنت إلى جنبي ومعي حرمي! أما علمت أن الرماك إذا سمعت صوت الفحل حنت؟ قال: فجب الرجل ، فلما كان في العام المقبل ذهب سليمان إلى ذلك المتنزه فجلس وذكر الرجل ، فقال لصاحب شرطته: علي بالرجل الذي جببناه ، فلما مثل بين يديه قال له: إما بعت فوفيناك ، وإما وهبت فكافأناك قال: فوالله ما دعاه بالخلافة ، ولكنه قال: يا سليمان إنك قطعت نسلي وذهبت بماء وجهي ، وحرمتني لذتي ، ثم تقول: إما وهبت وإما بعت؟ لا والله حتى أقف بين يدي الله . قال: فقال موسى: يا غلام ، رد صاحب الشرطة ، فرده ، قال: لا تعرض للرجل .
قال علي بن صالح: ركب الهادي يوما يريد عيادة أمه الخيزران من علة كانت [ ص: 309 ] بها ، فاعترضه عمر بن بزيع فقال: يا أمير المؤمنين ألا أدلك على وجه هو أعود عليك من هذا؟ قال: وما هو يا عمر؟ قال: المظالم ، لم تنظر فيها منذ ثلاثة أيام ، فأومأ إلى المطرقة أن يميلوا إلى دار المظالم ، وبعث إلى الخيزران بخادم يعتذر من تخلفه ويقول: إن عمر أخبرنا من حق الله عز وجل بما هو أوجب علينا من حقك ، فملنا إليه ونحن عائدون إليك في غد إن شاء الله تعالى .
وفيها : اشتد طلب موسى للزنادقة ، فقتل منهم جماعة ، فكان فيمن قتل منهم كاتب يقطين وابنه علي بن يقطين وكان علي قد حج فنظر إلى الناس في الطواف يهرولون فقال: ما أشبههم ببقر يدوس في البيدر . فقال شاعر:
قل لأمين الله في خلقه ووراث الكعبة والمنبر
ماذا ترى في رجل كافر يشبه الكعبة بالبيدر
ويجعل الناس إذا ما سعوا حمرا يدوس البر والدوسر
وكان ليعقوب ابنة تسمى فاطمة ، فوجدت حبلى منه ، وأقرت بذلك ، فأدخلت وامرأة يعقوب بن داود يقال لها خديجة على الهادي - أو على المهدي - فأقرتا بالزندقة وأقرت فاطمة أنها حبلى من أبيها ، فأرسل بهما إلى ريطة بنت أبي العباس فرأتهما مكحلتين مخضوبتين ، فعذلتهما ، خصوصا البنت ، فقالت: أكرهني - فقالت لها: فما بال الخضاب والكحل ولعنتهما ، ففزعتا فماتتا .


