جبريل عليه السلام إليه ثلاثة أيام قبل أن يموت برسالة من الله عز وجل ومن الحوادث في مرضه صلى الله عليه وآله وسلم تردد
يقول له: كيف تجدك ، وكان ذلك في يوم السبت والأحد [والاثنين] ، واستئذان ملك الموت عليه في يوم الاثنين .
[أخبرنا حدثنا محمد بن عمر الأرموي ، أبو الحسين بن المهتدي ، أخبرنا أبو أحمد الفرضي ، أخبرنا علي بن محمد الرياحي ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو أحمد بن الجون ، حدثنا رشدين ، حدثنا يحيى بن أبي سليمان ، عن سعيد المقبري] ، عن [ ص: 37 ] أبي هريرة:
جبريل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه ، فقال: إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول كيف تجدك؟ قال: "أجدني وجعا يا أمين الله" . ثم جاء من الغد ، فقال: يا أن محمد ، إن الله يقرئك السلام ، ويقول: كيف تجدك؟ قال: "أجدني يا أمين الله وجعا" ثم جاءه اليوم الثالث ومعه ملك الموت ، فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: كيف تجدك؟ قال: "أجدني يا أمين الله وجعا ، من هذا معك؟ " قال: هذا ملك الموت ، وهذا آخر عهدي بالدنيا بعدك ، وآخر عهدك بها ، ولن آسى على هالك من ولد آدم بعدك ، ولن أهبط إلى الأرض إلى أحد بعدك أبدا ، فوجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكرة الموت وعنده قدح فيه ماء ، فكلما وجد سكرة الموت أخذ من ذلك الماء فمسح به وجهه ويقول: "اللهم أعني على سكرة الموت" . [أخبرنا ابن عبد الباقي ، بإسناده عن محمد بن سعد ، قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي ، قال: حدثونا] عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال: لما بقي من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث نزل جبريل مغموما ، فقال: يا أحمد ، إن الله أرسلني إليك إكراما [لك] وتفضيلا لك ، وخاصة بك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول [لك]: كيف تجدك؟ قال: "أجدني يا جبريل مغموما ، وأجدني يا جبريل مكروبا" . فلما كان في اليوم الثاني هبط إليه جبريل ، فقال: يا أحمد ، إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة بك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول: كيف تجدك؟ قال: "أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا" . فلما كان اليوم الثالث نزل عليه جبريل ، وهبط [معه ملك الموت ، ونزل] معه ملك يقال له إسماعيل يسكن الهواء لم يصعد إلى السماء قط ولم يهبط إلى الأرض منذ يوم كانت الأرض على [ ص: 38 ] سبعين ألف ملك ليس منهم ملك إلا على سبعين ألف ملك ، فسبقهم جبريل ، فقال: يا أحمد ، إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك ، وخاصة بك ، يسألك عما هو أعلم به منك ، ويقول لك: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا ، ثم استأذن ملك الموت ، فقال جبريل: يا أحمد ، هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم [يستأذن على آدمي كان قبلك ولا] يستأذن على آدمي بعدك ، قال: "ائذن له" ، فدخل ملك الموت فوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: يا رسول الله يا أحمد ، إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني ، إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن أمرتني أن أتركها تركتها ، قال: "وتفعل يا ملك الموت؟ " قال: أمرت بذلك أن أطيعك في كل ما تأمرني به ، فقال جبريل: [يا أحمد ، إن الله قد اشتاق إليك ، قال: "فامض يا ملك الموت لما أمرت به" ، قال جبريل]: السلام عليك يا رسول الله ، هذا آخر مواطئي الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا .
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون الشخص: السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ، في الله عزاء عن كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .