وفي هذه السنة بعث مروان بعثين:
أحدهما: إلى المدينة عليهم حبيش بن دلجة ، والآخر إلى العراق ، وعليهم عبيد الله بن زياد ، فأما ابن زياد فإنه سار حتى نزل الجزيرة ، فأتاه بها موت مروان . وخرج إليه التوابون من أهل الكوفة طالبين بدم الحسين ، فجرى لهم ما سبق ذكره ، وسنذكر باقي خبره إن شاء الله .
وأما حبيش فانتهى إلى المدينة وعليها جابر بن الأسود بن عوف بن [ ص: 38 ] عبد الرحمن بن عوف من قبل فهرب ابن الزبير ، فبعث جابر ، الحارث بن أبي ربيعة جيشا من البصرة ، وكان قد ولاه عليها ، فأنفذهم لمحاربة ابن الزبير حبيش ، فسار إليهم حبيش ، وبعث ابن الزبير عباس بن سهل بن سعد على المدينة ، وأمره أن يطلب حبيشا ، فلحقهم بالربذة ، فجاء سهم غرب فقتل حبيشا ، وتحرز منهم نحو خمسمائة في المدينة ، فقال [لهم] عباس: انزلوا على حكمي ، فنزلوا ، فضرب أعناقهم ، ورجع فل حبيش إلى الشام .