المسألة السادسة والعشرون : قوله تعالى : { فتذكر إحداهما الأخرى } فيه تأويلان وقراءتان :
إحداهما : أن تجعلها ذكرا ، وهذه قراءة التخفيف .
الثاني : أن تنبهها إذا غفلت وهي قراءة التثقيل ; وهو التأويل الصحيح ، لأنه يعضده قوله تعالى : { أن تضل إحداهما } والذي يصح أن يعقب الضلال والغفلة الذكر ، ويدخل التأويل الثاني في معناه .
فإن قيل : فهلا كانت امرأة واحدة مع رجل فيذكرها الرجل الذي معها إذا نسيت ; فما الحكمة فيه ؟ فالجواب فيه أن الله سبحانه شرع ما أراد ، وهو أعلم بالحكمة وأوفى بالمصلحة ، وليس يلزم أن يعلم الخلق وجوه الحكمة وأنواع المصالح في الأحكام ، وقد أشار علماؤنا أنه لو ذكرها إذا نسيت لكانت شهادة واحدة ، فإذا ، كالرجل يستذكر في نفسه فيتذكر . كانت امرأتين وذكرت إحداهما الأخرى كانت شهادتهما شهادة رجل واحد