[ ص: 466 ] قوله تعالى : { إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن } فيه تسع مسائل :
المسألة الأولى : في : وفي ذلك أقوال : سبب نزولها
الأول : قال : كان الرجل في الجاهلية إذا مات كان أولياؤه أحق بزوجته من وليها ، يتزوجها أو ينكحها لغيره ، وربما ألقى أحد من أوليائه عليها ثوبا ، فكان أولى بها ، حتى مات ابن عباس ابن عامر ، فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية ، ونحوه عن . زيد بن أسلم
المسألة الثانية : قوله تعالى : { ولا تعضلوهن } قد تقدم في سورة البقرة ; قيل فيها أمروا بتخلية سبيلهن إذا لم يرثوهن . وقيل : هذا خطاب للجاهلية الذين كانوا يمنع الرجل [ منهم ] امرأة أبيه أن تتزوج حتى تموت فيرثها ; رواه القول في العضل عن ابن وهب . مالك
المسألة الثالثة : قوله تعالى : { ما آتيتموهن } قيل : هو خطاب للأزواج إذا لم يتفقوا مع أزواجهن ، نهوا أن يمسكوهن على غير عشرة جميلة حتى يأخذوا ما أعطوهن . وقيل : هو خطاب للأزواج كما تقدم . والجاهلية نهوا أن يمنعوا النساء من النكاح [ ص: 467 ] لمن أردن إذا مات أزواجهن ، ولا يحبسوهن ليرثوا منهن ما ورثوا من مورثهم ، عبر عن ذلك بقوله تعالى : " آتيتموهن " لأنه إعطاء في الحقيقة على وجه الميراث ، وهم يريدون أن يأخذوه على وجه الغصب ميراثا أيضا .