قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان nindex.php?page=treesubj&link=32271_30773قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم العامل في " إذ " يثبت ، أي يثبت به الأقدام ذلك الوقت . وقيل : العامل " ليربط " أي وليربط إذ يوحي . وقد يكون التقدير : اذكر
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم في موضع نصب ، والمعنى : بأني معكم ، أي بالنصر والمعونة . معكم بفتح العين ظرف ، ومن أسكنها فهي عنده حرف .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فثبتوا الذين آمنوا أي بشروهم بالنصر أو القتال معهم أو الحضور معهم من غير قتال ; فكان الملك يسير أمام الصف في صورة الرجل ويقول : سيروا فإن الله ناصركم . ويظن المسلمون أنه منهم ; وقد تقدم في " آل عمران " أن الملائكة قاتلت ذلك اليوم . فكانوا يرون رءوسا تندر عن الأعناق من غير ضارب يرونه . وسمع بعضهم قائلا يسمع قوله ولا يرى شخصه : أقدم حيزوم . وقيل : كان هذا التثبيت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين نزول الملائكة مددا .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب تقدم في " آل عمران " بيانه .
[ ص: 339 ] nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فاضربوا فوق الأعناق هذا أمر للملائكة . وقيل : للمؤمنين ، أي اضربوا الأعناق ، وفوق زائدة ; قاله
الأخفش والضحاك وعطية . وقد روى
المسعودي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836189إني لم أبعث لأعذب بعذاب الله وإنما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق . وقال
محمد بن يزيد : هذا خطأ ; لأن فوق تفيد معنى فلا يجوز زيادتها ، ولكن المعنى أنهم أبيح لهم ضرب الوجوه وما قرب منها . وقال
ابن عباس : كل هام وجمجمة . وقيل : أي ما فوق الأعناق ، وهو الرءوس ; قال
عكرمة . والضرب على الرأس أبلغ ; لأن أدنى شيء يؤثر في الدماغ . وقد مضى شيء من هذا المعنى في " النساء " وأن فوق ليست بزائدة ، عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فوق اثنتين .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12واضربوا منهم كل بنان قال
الزجاج : واحد البنان بنانة ، وهي هنا الأصابع وغيرها من الأعضاء . والبنان مشتق من قولهم : أبن الرجل بالمكان إذا أقام به . فالبنان يعتمل به ما يكون للإقامة والحياة . وقيل : المراد بالبنان هنا أطراف الأصابع من اليدين والرجلين . وهو عبارة عن الثبات في الحرب وموضع الضرب ; فإذا ضربت البنان تعطل من المضروب القتال بخلاف سائر الأعضاء . قال
عنترة :
وكان فتى الهيجاء يحمي ذمارها ويضرب عند الكرب كل بنان
ومما جاء أن البنان الأصابع قول
عنترة أيضا :
وأن الموت طوع يدي إذا ما وصلت بنانها بالهندواني
وهو كثير في أشعار العرب ، البنان : الأصابع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : البنان الأصابع ، ويقال : الأطراف . وذكر بعضهم أنها سميت بنانا لأن بها صلاح الأحوال التي بها يستقر الإنسان ويبن وقال
الضحاك : البنان كل مفصل .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ nindex.php?page=treesubj&link=32271_30773قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ الْعَامِلُ فِي " إِذْ " يُثَبِّتُ ، أَيْ يُثَبِّتُ بِهِ الْأَقْدَامَ ذَلِكَ الْوَقْتَ . وَقِيلَ : الْعَامِلُ " لِيَرْبِطَ " أَيْ وَلِيَرْبِطَ إِذْ يُوحِي . وَقَدْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ : اذْكُرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ، وَالْمَعْنَى : بِأَنِّي مَعَكُمْ ، أَيْ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ . مَعَكُمْ بِفَتْحِ الْعَيْنِ ظَرْفٌ ، وَمَنْ أَسْكَنَهَا فَهِيَ عِنْدَهُ حَرْفٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ بَشِّرُوهُمْ بِالنَّصْرِ أَوِ الْقِتَالِ مَعَهُمْ أَوِ الْحُضُورِ مَعَهُمْ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ ; فَكَانَ الْمَلَكُ يَسِيرُ أَمَامَ الصَّفِّ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ وَيَقُولُ : سِيرُوا فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُكُمْ . وَيَظُنُّ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ مِنْهُمْ ; وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " آلِ عِمْرَانَ " أَنَّ الْمَلَائِكَةَ قَاتَلَتْ ذَلِكَ الْيَوْمَ . فَكَانُوا يَرَوْنَ رُءُوسًا تَنْدُرُ عَنِ الْأَعْنَاقِ مِنْ غَيْرِ ضَارِبٍ يَرَوْنَهُ . وَسَمِعَ بَعْضُهُمْ قَائِلًا يُسْمَعُ قَوْلُهُ وَلَا يُرَى شَخْصُهُ : أَقْدِمْ حَيْزُومُ . وَقِيلَ : كَانَ هَذَا التَّثْبِيتُ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُؤْمِنِينَ نُزُولَ الْمَلَائِكَةِ مَدَدًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ تَقَدَّمَ فِي " آلِ عِمْرَانَ " بَيَانُهُ .
[ ص: 339 ] nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ هَذَا أَمْرٌ لِلْمَلَائِكَةِ . وَقِيلَ : لِلْمُؤْمِنِينَ ، أَيِ اضْرِبُوا الْأَعْنَاقَ ، وَفَوْقَ زَائِدَةٌ ; قَالَهُ
الْأَخْفَشُ وَالضَّحَّاكُ وَعَطِيَّةُ . وَقَدْ رَوَى
الْمَسْعُودِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836189إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لِأُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ بِضَرْبِ الرِّقَابِ وَشَدِّ الْوَثَاقِ . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : هَذَا خَطَأٌ ; لِأَنَّ فَوْقَ تُفِيدُ مَعْنًى فَلَا يَجُوزُ زِيَادَتُهَا ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ أُبِيحَ لَهُمْ ضَرْبُ الْوُجُوهِ وَمَا قَرُبَ مِنْهَا . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كُلُّ هَامٍ وَجُمْجُمَةٍ . وَقِيلَ : أَيْ مَا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ ، وَهُوَ الرُّءُوسُ ; قَالَ
عِكْرِمَةُ . وَالضَّرْبُ عَلَى الرَّأْسِ أَبْلَغُ ; لِأَنَّ أَدْنَى شَيْءٍ يُؤَثِّرُ فِي الدِّمَاغِ . وَقَدْ مَضَى شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى فِي " النِّسَاءِ " وَأَنَّ فَوْقَ لَيْسَتْ بِزَائِدَةٍ ، عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فَوْقَ اثْنَتَيْنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ قَالَ
الزَّجَّاجُ : وَاحِدُ الْبَنَانِ بَنَانَةٌ ، وَهِيَ هُنَا الْأَصَابِعُ وَغَيْرُهَا مِنَ الْأَعْضَاءِ . وَالْبَنَانُ مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ : أَبَنَ الرَّجُلُ بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ بِهِ . فَالْبَنَانُ يُعْتَمَلُ بِهِ مَا يَكُونُ لِلْإِقَامَةِ وَالْحَيَاةِ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْبَنَانِ هُنَا أَطْرَافُ الْأَصَابِعِ مِنَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ . وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الثَّبَاتِ فِي الْحَرْبِ وَمَوْضِعِ الضَّرْبِ ; فَإِذَا ضَرَبْتَ الْبَنَانَ تَعَطَّلَ مِنَ الْمَضْرُوبِ الْقِتَالُ بِخِلَافِ سَائِرِ الْأَعْضَاءِ . قَالَ
عَنْتَرَةُ :
وَكَانَ فَتَى الْهَيْجَاءِ يَحْمِي ذِمَارَهَا وَيَضْرِبُ عِنْدَ الْكَرْبِ كُلَّ بَنَانِ
وَمِمَّا جَاءَ أَنَّ الْبَنَانَ الْأَصَابِعُ قَوْلُ
عَنْتَرَةَ أَيْضًا :
وَأَنَّ الْمَوْتَ طَوْعُ يَدِي إِذَا مَا وَصَلْتُ بَنَانَهَا بِالْهِنْدُوَانِيِّ
وَهُوَ كَثِيرٌ فِي أَشْعَارِ الْعَرَبِ ، الْبَنَانُ : الْأَصَابِعُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابْنُ فَارِسٍ : الْبَنَانُ الْأَصَابِعُ ، وَيُقَالُ : الْأَطْرَافُ . وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا سُمِّيَتْ بَنَانًا لِأَنَّ بِهَا صَلَاحَ الْأَحْوَالِ الَّتِي بِهَا يَسْتَقِرُّ الْإِنْسَانُ وَيَبِنُّ وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الْبَنَانُ كُلُّ مِفْصَلٍ .