nindex.php?page=treesubj&link=28979قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا أي من أفلت من وقعة
بدر سبق إلى الحياة . ثم استأنف فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59إنهم لا يعجزون أي في الدنيا حتى يظفرك الله بهم . وقيل : يعني في الآخرة . وهو قول
الحسن . وقرأ
ابن عامر وحفص وحمزة يحسبن بالياء والباقون بالتاء ، على أن يكون في الفعل ضمير الفاعل . و الذين كفروا مفعول أول . و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59سبقوا مفعول ثان . وأما قراءة الياء فزعم جماعة من النحويين منهم
أبو حاتم أن هذا لحن لا تحل القراءة به ، ولا تسمع لمن عرف الإعراب أو عرفه . قال
أبو حاتم : لأنه لم يأت ل يحسبن بمفعول وهو يحتاج إلى مفعولين . قال
النحاس : وهذا تحامل شديد ، والقراءة تجوز ويكون المعنى : ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا ، فيكون الضمير يعود على ما تقدم ، إلا أن القراءة بالتاء أبين .
المهدوي : ومن قرأ بالياء احتمل أن يكون في الفعل ضمير النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59الذين كفروا سبقوا المفعولين . ويجوز أن يكون الذين كفروا فاعلا ، والمفعول الأول محذوف ، المعنى : ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا .
مكي : ويجوز أن يضمر مع
[ ص: 392 ] " سبقوا " " أن " فيسد مسد المفعولين والتقدير : ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا ، فهو مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أحسب الناس أن يتركوا في سد " أن " مسد المفعولين . وقرأ
ابن عامر ( أنهم لا يعجزون ) بفتح الهمزة . واستبعد هذه القراءة
أبو حاتم وأبو عبيد . قال
أبو عبيد : وإنما يجوز على أن يكون المعنى : ولا تحسبن الذين كفروا أنهم لا يعجزون . قال
النحاس : الذي ذكره
أبو عبيد لا يجوز عند النحويين البصريين ، لا يجوز حسبت زيدا أنه خارج ، إلا بكسر الألف ، وإنما لم يجز لأنه في موضع المبتدأ ، كما تقول : حسبت زيدا أبوه خارج ، ولو فتحت لصار المعنى حسبت زيدا خروجه . وهذا محال ، وفيه أيضا من البعد أنه لا وجه لما قاله يصح به معنى ، إلا أن يجعل ( لا ) زائدة ، ولا وجه لتوجيه حرف في كتاب الله عز وجل إلى التطول بغير حجة يجب التسليم لها . والقراءة جيدة على أن يكون المعنى : لأنهم لا يعجزون .
مكي : فالمعنى لا يحسبن الكفار أنفسهم فاتوا لأنهم لا يعجزون ، أي لا يفوتون . ف " أن " في موضع نصب بحذف اللام ، أو في موضع خفض على إعمال اللام لكثرة حذفها مع " أن " وهو يروى عن
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي . وقرأ الباقون بكسر " إن " على الاستئناف والقطع مما قبله ، وهو الاختيار ، لما فيه من معنى التأكيد ، ولأن الجماعة عليه . وروي عن
ابن محيصن أنه قرأ ( لا يعجزون ) بالتشديد وكسر النون .
النحاس : وهذا خطأ من وجهين : أحدهما أن معنى عجزه ضعفه وضعف أمره . والآخر - أنه كان يجب أن يكون بنونين . ومعنى أعجزه سبقه وفاته حتى لم يقدر عليه .
nindex.php?page=treesubj&link=28979قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا أَيْ مَنْ أَفَلَتْ مِنْ وَقْعَةِ
بَدْرٍ سَبَقَ إِلَى الْحَيَاةِ . ثُمَّ اسْتَأْنَفَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ أَيْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُظَفِّرَكَ اللَّهُ بِهِمْ . وَقِيلَ : يَعْنِي فِي الْآخِرَةِ . وَهُوَ قَوْلُ
الْحَسَنِ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ وَحَمْزَةُ يَحْسَبَنَّ بِالْيَاءِ وَالْبَاقُونَ بِالتَّاءِ ، عَلَى أَنْ يَكُونَ فِي الْفِعْلِ ضَمِيرُ الْفَاعِلِ . وَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَفْعُولٌ أَوَّلُ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59سَبَقُوا مَفْعُولٌ ثَانٍ . وَأَمَّا قِرَاءَةُ الْيَاءِ فَزَعَمَ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ مِنْهُمْ
أَبُو حَاتِمٍ أَنَّ هَذَا لَحْنٌ لَا تَحِلُّ الْقِرَاءَةُ بِهِ ، وَلَا تُسْمَعُ لِمَنْ عَرَفَ الْإِعْرَابَ أَوْ عُرِّفَهُ . قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِ يَحْسَبَنَّ بِمَفْعُولٍ وَهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى مَفْعُولَيْنِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا تَحَامُلٌ شَدِيدٌ ، وَالْقِرَاءَةُ تَجُوزُ وَيَكُونُ الْمَعْنَى : وَلَا يَحْسَبَنَّ مَنْ خَلْفَهُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ، فَيَكُونُ الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ، إِلَّا أَنَّ الْقِرَاءَةَ بِالتَّاءِ أَبْيَنُ .
الْمَهْدَوِيُّ : وَمَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ احْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ فِي الْفِعْلِ ضَمِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=59الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا الْمَفْعُولَيْنِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَاعِلًا ، وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ مَحْذُوفٌ ، الْمَعْنَى : وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْفُسَهُمْ سَبَقُوا .
مَكِّيٌّ : وَيَجُوزُ أَنْ يُضْمَرَ مَعَ
[ ص: 392 ] " سَبَقُوا " " أَنْ " فَيَسُدَّ مَسَدَّ الْمَفْعُولَيْنِ وَالتَّقْدِيرُ : وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ سَبَقُوا ، فَهُوَ مِثْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا فِي سَدِّ " أَنْ " مَسَدَّ الْمَفْعُولَيْنِ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ( أَنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونِ ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ . وَاسْتَبْعَدَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو عُبَيْدٍ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : وَإِنَّمَا يَجُوزُ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : الَّذِي ذَكَرَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ لَا يَجُوزُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ الْبَصْرِيِّينَ ، لَا يَجُوزُ حَسِبْتُ زَيْدًا أَنَّهُ خَارِجٌ ، إِلَّا بِكَسْرِ الْأَلِفِ ، وَإِنَّمَا لَمْ يَجُزْ لِأَنَّهُ فِي مَوْضِعِ الْمُبْتَدَأِ ، كَمَا تَقُولُ : حَسِبْتُ زَيْدًا أَبُوهُ خَارِجٌ ، وَلَوْ فَتَحْتَ لَصَارَ الْمَعْنَى حَسِبْتُ زَيْدًا خُرُوجَهُ . وَهَذَا مُحَالٌ ، وَفِيهِ أَيْضًا مِنَ الْبُعْدِ أَنَّهُ لَا وَجْهَ لِمَا قَالَهُ يَصِحُّ بِهِ مَعْنًى ، إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ ( لَا ) زَائِدَةً ، وَلَا وَجْهَ لِتَوْجِيهِ حَرْفٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى التَّطَوُّلِ بِغَيْرِ حُجَّةٍ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهَا . وَالْقِرَاءَةُ جَيِّدَةٌ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : لِأَنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونِ .
مَكِّيٌّ : فَالْمَعْنَى لَا يَحْسَبَنَّ الْكُفَّارُ أَنْفُسَهُمْ فَاتُوا لِأَنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونِ ، أَيْ لَا يَفُوتُونَ . فَ " أَنَّ " فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِحَذْفِ اللَّامِ ، أَوْ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ عَلَى إِعْمَالِ اللَّامِ لِكَثْرَةِ حَذْفِهَا مَعَ " أَنَّ " وَهُوَ يُرْوَى عَنِ
الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ " إِنَّ " عَلَى الِاسْتِئْنَافِ وَالْقَطْعِ مِمَّا قَبْلَهُ ، وَهُوَ الِاخْتِيَارُ ، لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى التَّأْكِيدِ ، وَلِأَنَّ الْجَمَاعَةَ عَلَيْهِ . وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ مُحَيْصِنٍ أَنَّهُ قَرَأَ ( لَا يُعَجِّزُونِ ) بِالتَّشْدِيدِ وَكَسْرِ النُّونِ .
النَّحَّاسُ : وَهَذَا خَطَأٌ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنَّ مَعْنَى عَجَّزَهُ ضَعَّفَهُ وَضَعَّفَ أَمْرَهُ . وَالْآخَرُ - أَنَّهُ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِنُونَيْنِ . وَمَعْنَى أَعْجَزَهُ سَبَقَهُ وَفَاتَهُ حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ .