nindex.php?page=treesubj&link=28988قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا قال
سعيد بن جبير :
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستلم الحجر الأسود في طوافه ، فمنعته قريش وقالوا : لا ندعك تستلم حتى تلم بآلهتنا . فحدث نفسه وقال : ما علي أن ألم بها بعد أن يدعوني أستلم الحجر والله يعلم أني لها كاره فأبى الله - تعالى - ذلك وأنزل عليه هذه الآية ; قاله
مجاهد وقتادة . وقال
ابن عباس في رواية
عطاء :
نزلت في وفد ثقيف ، أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه شططا وقالوا : متعنا بآلهتنا سنة حتى نأخذ ما يهدى لها ، فإذا أخذناه كسرناها وأسلمنا ، وحرم وادينا كما حرمت مكة ، حتى تعرف العرب فضلنا عليهم ; فهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطيهم ذلك فنزلت هذه الآية . وقيل : هو قول أكابر
قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - : اطرد عنا هؤلاء السقاط والموالي حتى
[ ص: 269 ] نجلس معك ونسمع منك ; فهم بذلك حتى نهي عنه . وقال
قتادة ذكر لنا
أن قريشا خلوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة إلى الصبح يكلمونه ويفخمونه ، ويسودونه ويقاربونه ; فقالوا : إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس ، وأنت سيدنا يا سيدنا ; وما زالوا به حتى كاد يقاربهم في بعض ما يريدون ، ثم عصمه الله من ذلك ، وأنزل الله - تعالى - هذه الآية . ومعنى ليفتنونك أي يزيلونك . يقال : فتنت الرجل عن رأيه إذا أزلته عما كان عليه ; قاله
الهروي . وقيل يصرفونك ، والمعنى واحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73عن الذي أوحينا إليك أي حكم القرآن ; لأن في إعطائهم ما سألوه مخالفة لحكم القرآن .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73لتفتري علينا غيره أي لتختلق علينا غير ما أوحينا إليك ، وهو قول
ثقيف : وحرم وادينا كما حرمت
مكة ، شجرها وطيرها ووحشها ، فإن سألتك العرب لم خصصتهم فقل الله أمرني بذلك حتى يكون عذرا لك .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وإذا لاتخذوك خليلا أي لو فعلت ما أرادوا لاتخذوك خليلا ، أي والوك وصافوك ; مأخوذ من الخلة ( بالضم ) وهي الصداقة لممايلته لهم . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73لاتخذوك خليلا أي فقيرا . مأخوذ من الخلة ( بفتح الخاء ) وهي الفقر لحاجته إليهم .
nindex.php?page=treesubj&link=28988قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ :
كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فِي طَوَافِهِ ، فَمَنَعَتْهُ قُرَيْشٌ وَقَالُوا : لَا نَدَعُكَ تَسْتَلِمُ حَتَّى تُلِمَّ بِآلِهَتِنَا . فَحَدَّثَ نَفْسَهُ وَقَالَ : مَا عَلَيَّ أَنْ أُلِمَّ بِهَا بَعْدَ أَنْ يَدَعُونِي أَسْتَلِمَ الْحَجَرَ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَهَا كَارِهٌ فَأَبَى اللَّهُ - تَعَالَى - ذَلِكَ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ ; قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ
عَطَاءٍ :
نَزَلَتْ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ ، أَتَوُا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلُوهُ شَطَطًا وَقَالُوا : مَتِّعْنَا بِآلِهَتِنَا سَنَةً حَتَّى نَأْخُذَ مَا يُهْدَى لَهَا ، فَإِذَا أَخَذْنَاهُ كَسَرْنَاهَا وَأَسْلَمْنَا ، وَحَرِّمْ وَادِينَا كَمَا حَرَّمْتَ مَكَّةَ ، حَتَّى تَعْرِفَ الْعَرَبُ فَضْلَنَا عَلَيْهِمْ ; فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُعْطِيَهُمْ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ . وَقِيلَ : هُوَ قَوْلُ أَكَابِرِ
قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : اطْرُدْ عَنَّا هَؤُلَاءِ السُّقَّاطَ وَالْمَوَالِيَ حَتَّى
[ ص: 269 ] نَجْلِسَ مَعَكَ وَنَسْمَعَ مِنْكَ ; فَهَمَّ بِذَلِكَ حَتَّى نُهِيَ عَنْهُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ ذُكِرَ لَنَا
أَنَّ قُرَيْشًا خَلَوْا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى الصُّبْحِ يُكَلِّمُونَهُ وَيُفَخِّمُونَهُ ، وَيُسَوِّدُونَهُ وَيُقَارِبُونَهُ ; فَقَالُوا : إِنَّكَ تَأْتِي بِشَيْءٍ لَا يَأْتِي بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ ، وَأَنْتَ سَيِّدُنَا يَا سَيِّدَنَا ; وَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى كَادَ يُقَارِبَهُمْ فِي بَعْضِ مَا يُرِيدُونَ ، ثُمَّ عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - هَذِهِ الْآيَةَ . وَمَعْنَى لَيَفْتِنُونَكَ أَيْ يُزِيلُونَكَ . يُقَالُ : فَتَنْتُ الرَّجُلَ عَنْ رَأْيِهِ إِذَا أَزَلْتُهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ ; قَالَهُ
الْهَرَوِيُّ . وَقِيلَ يَصْرِفُونَكَ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَيْ حُكْمَ الْقُرْآنِ ; لِأَنَّ فِي إِعْطَائِهِمْ مَا سَأَلُوهُ مُخَالَفَةً لِحُكْمِ الْقُرْآنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ أَيْ لِتَخْتَلِقَ عَلَيْنَا غَيْرَ مَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ، وَهُوَ قَوْلُ
ثَقِيفٍ : وَحَرِّمْ وَادِينَا كَمَا حَرَّمْتَ
مَكَّةَ ، شَجَرَهَا وَطَيْرهَا وَوَحْشَهَا ، فَإِنْ سَأَلَتْكَ الْعَرَبُ لِمَ خَصَصْتَهُمْ فَقُلِ اللَّهُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ عُذْرًا لَكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا أَيْ لَوْ فَعَلْتَ مَا أَرَادُوا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ، أَيْ وَالَوْكَ وَصَافَوْكَ ; مَأْخُوذٌ مِنَ الْخُلَّةِ ( بِالضَّمِّ ) وَهِيَ الصَّدَاقَةُ لِمُمَايَلَتِهِ لَهُمْ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا أَيْ فَقِيرًا . مَأْخُوذٌ مِنَ الْخَلَّةِ ( بِفَتْحِ الْخَاءِ ) وَهِيَ الْفَقْرُ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِمْ .