إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم تقسيم مثل قوله : قوله تعالى : فريق في الجنة وفريق في السعير وقال : يومئذ يصدعون فأما الذين آمنوا الآيتين . يصلونها أي يصيبهم لهبها وحرها يوم الدين أي يوم الجزاء والحساب ، وكرر ذكره تعظيما لشأنه ; نحو قوله تعالى : القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة وقال ابن عباس فيما روي عنه : كل شيء من القرآن من قوله : وما أدراك فقد أدراه . وكل شيء من قوله وما يدريك فقد طوي عنه .
يوم لا تملك نفس قرأ ابن كثير وأبو عمرو ( يوم ) بالرفع على البدل من يوم الدين أو ردا على اليوم الأول ، فيكون صفة ونعتا ل يوم الدين . ويجوز أن يرفع بإضمار ( هو ) . الباقون بالنصب على أنه في موضع رفع إلا أنه نصب لأنه مضاف غير متمكن ; كما تقول : أعجبني يوم يقوم زيد . وأنشد المبرد :
من أي يومي من الموت أفر أيوم لم يقدر أم يوم قدر
فاليومان الثانيان مخفوضان بالإضافة ، عن الترجمة عن اليومين الأولين ، إلا أنهما نصبا في اللفظ ; لأنهما أضيفا إلى غير محض . وهذا اختيار الفراء والزجاج . وقال قوم : اليوم الثاني منصوب على المحل ، كأنه قال في يوم لا تملك نفس لنفس شيئا . وقيل : بمعنى : إن هذه الأشياء تكون يوم ، أو على معنى يدانون يوم ; لأن الدين يدل عليه ، أو بإضمار اذكر .والأمر يومئذ لله لا ينازعه فيه أحد ، كما قال : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم . تمت السورة والحمد لله .