قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون قوله تعالى : كما أرسلنا الكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف ، المعنى : ولأتم نعمتي عليكم إتماما مثل ما أرسلنا ، قاله
الفراء . قال
ابن عطية : وهذا أحسن الأقوال ، أي ولأتم نعمتي عليكم في بيان سنة
إبراهيم عليه السلام مثل ما أرسلنا . وقيل : المعنى ولعلكم تهتدون اهتداء مثل ما أرسلنا . وقيل : هي في موضع نصب على الحال ، والمعنى : ولأتم نعمتي عليكم في هذه الحال . والتشبيه واقع على أن النعمة في القبلة كالنعمة في الرسالة ، وأن الذكر المأمور به في عظمه كعظم النعمة . وقيل : معنى الكلام على التقديم والتأخير ، أي فاذكروني كما أرسلنا روي عن
علي رضي الله عنه واختاره
الزجاج . أي كما أرسلنا فيكم رسولا تعرفونه بالصدق فاذكروني بالتوحيد والتصديق به . والوقف على تهتدون على هذا القول جائز .
[ ص: 160 ] قلت : وهذا اختيار
الترمذي الحكيم في كتابه ، أي كما فعلت بكم هذا من المنن التي عددتها عليكم فاذكروني بالشكر أذكركم بالمزيد ; لأن في ذكركم ذلك شكرا لي ، وقد وعدتكم بالمزيد على الشكر ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لئن شكرتم لأزيدنكم ، فالكاف في قوله كما هنا ، وفي الأنفال
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=5كما أخرجك ربك وفي آخر الحجر
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=90كما أنزلنا على المقتسمين متعلقة بما بعده ، على ما يأتي بيانه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ قَوْلُهُ تَعَالَى : كَمَا أَرْسَلْنَا الْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى النَّعْتِ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، الْمَعْنَى : وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ إِتْمَامًا مِثْلَ مَا أَرْسَلْنَا ، قَالَهُ
الْفَرَّاءُ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهَذَا أَحْسَنُ الْأَقْوَالِ ، أَيْ وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ فِي بَيَانِ سُنَّةِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ مَا أَرْسَلْنَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ اهْتِدَاءً مِثْلَ مَا أَرْسَلْنَا . وَقِيلَ : هِيَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَالْمَعْنَى : وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ فِي هَذِهِ الْحَالِ . وَالتَّشْبِيهُ وَاقِعٌ عَلَى أَنَّ النِّعْمَةَ فِي الْقِبْلَةِ كَالنِّعْمَةِ فِي الرِّسَالَةِ ، وَأَنَّ الذِّكْرَ الْمَأْمُورَ بِهِ فِي عِظَمِهِ كَعِظَمِ النِّعْمَةِ . وَقِيلَ : مَعْنَى الْكَلَامِ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ ، أَيْ فَاذْكُرُونِي كَمَا أَرْسَلْنَا رُوِيَ عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاخْتَارَهُ
الزَّجَّاجُ . أَيْ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا تَعْرِفُونَهُ بِالصِّدْقِ فَاذْكُرُونِي بِالتَّوْحِيدِ وَالتَّصْدِيقِ بِهِ . وَالْوَقْفُ عَلَى تَهْتَدُونَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ جَائِزٌ .
[ ص: 160 ] قُلْتُ : وَهَذَا اخْتِيَارُ
التِّرْمِذِيِّ الْحَكِيمِ فِي كِتَابِهِ ، أَيْ كَمَا فَعَلْتُ بِكُمْ هَذَا مِنَ الْمِنَنِ الَّتِي عَدَدْتُهَا عَلَيْكُمْ فَاذْكُرُونِي بِالشُّكْرِ أَذْكُرُكُمْ بِالْمَزِيدِ ; لِأَنَّ فِي ذِكْرِكُمْ ذَلِكَ شُكْرًا لِي ، وَقَدْ وَعَدْتُكُمْ بِالْمَزِيدِ عَلَى الشُّكْرِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ، فَالْكَافُ فِي قَوْلِهِ كَمَا هُنَا ، وَفِي الْأَنْفَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=5كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ وَفِي آخِرِ الْحِجْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=90كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا بَعْدَهُ ، عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ .