إِذَا مِتُّ كَانَ النَّاسُ نِصْفَيْنِ شَامِتٌ لِمَوْتِي وَمُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَفْعَلُ
( فَنِصْفُهَا لِي ) وَهُوَ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [ ص: 31 ] ( وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي ) وَهُوَ مِنَ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ إِلَى آخِرِهِ ، ( وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ) أَيْ بِعَيْنِهِ إِنْ كَانَ مُعَلَّقًا عَلَى السُّؤَالِ وَإِلَّا فَمِثْلُهُ مِنْ رَفْعِ دَرَجَةٍ وَدَفْعِ مَضَرَّةٍ وَنَحْوِهِمَا ( اقْرَءُوا ) لَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ ( يَقُولُ الْعَبْدُ ) وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ ( حَمِدَنِي عَبْدِي إِلَى قَوْلِهِ مَجَّدَنِي عَبْدِي ) قَالَ النَّوَوِيُّ : إِنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّ التَّحْمِيدَ الثَّنَاءُ بِجَمِيلِ الْفِعَالِ ، وَالتَّمْجِيدُ الثَّنَاءُ بِصِفَاتِ الْجَلَالِ ، وَيُقَالُ : أَثْنَى عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ . وَلِهَذَا جَاءَ جَوَابًا لِلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِاشْتِمَالِ اللَّفْظَيْنِ عَلَى الصِّفَاتِ الذَّاتِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ ( يَقُولُ الْعَبْدُ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) أَيْ نَخُصُّكَ بِالْعِبَادَةِ ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) أَيْ نَخُصُّكَ بِالِاسْتِعَانَةِ ( فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ) لِأَنَّ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ تَعَالَى وَالِاسْتِعَانَةَ مِنَ اللَّهِ . وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ : إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا لِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَذَلُّلَ الْعَبْدِ لِلَّهِ وَطَلَبَهُ الِاسْتِعَانَةَ مِنْهُ وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ تَعْظِيمَ اللَّهِ وَقُدْرَتَهُ عَلَى مَا طُلِبَ مِنْهُ ( يَقُولُ الْعَبْدُ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ) إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِلْعَبْدِ لِأَنَّهُ سُؤَالٌ يَعُودُ نَفْعُهُ إِلَى الْعَبْدِ ( فَهَؤُلَاءِ لِعَبْدِي ) وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ " فَهَذَا لِعَبْدِي " قَالَ النَّوَوِيُّ : هَكَذَا هُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَفِي غَيْرِهِ " فَهَؤُلَاءِ لِعَبْدِي " وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اهْدِنَا وَمَا بَعْدَهُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ثَلَاثُ آيَاتٍ لَا آيَتَانِ ، وَفِي الْمَسْأَلَةِ خِلَافٌ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْبَسْمَلَةَ مِنَ الْفَاتِحَةِ أَمْ لَا ، فَمَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ الْأَكْثَرِينَ أَنَّهَا مِنَ الْفَاتِحَةِ وَأَنَّهَا آيَةٌ وَاهْدِنَا وَمَا بَعْدَهُ آيَتَانِ ، وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ ، مِمَّنْ يَقُولُ إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنَ الْفَاتِحَةِ ، يَقُولُ اهْدِنَا وَمَا بَعْدَهُ ثَلَاثُ آيَاتٍ ، وَلِلْأَكْثَرِينَ أَنْ يَقُولُوا قَوْلَةَ هَؤُلَاءِ ، الْمُرَادُ بِهِ الْكَلِمَاتُ لَا الْآيَاتُ بِدَلِيلِ رِوَايَةِ مُسْلِمٍ " فَهَذَا لِعَبْدِي " وَهَذَا أَحْسَنُ مِنَ الْجَوَابِ بِأَنَّ الْجَمْعَ مَحْمُولٌ عَلَى الِاثْنَيْنِ ، لِأَنَّ هَذَا مَجَازٌ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ ، فَيُحْتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ عَلَى صَرْفِهِ عَنِ الْحَقِيقَةِ إِلَى الْمَجَازِ . انْتَهَى .إذا مت كان الناس نصفين شامت لموتي ومثن بالذي كنت أفعل
( فنصفها لي ) وهو nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين [ ص: 31 ] ( ونصفها لعبدي ) وهو من nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم إلى آخره ، ( ولعبدي ما سأل ) أي بعينه إن كان معلقا على السؤال وإلا فمثله من رفع درجة ودفع مضرة ونحوهما ( اقرءوا ) ليست هذه اللفظة في رواية مسلم ( يقول العبد ) وفي رواية مسلم : فإذا قال العبد ( حمدني عبدي إلى قوله مجدني عبدي ) قال النووي : إنما قاله لأن التحميد الثناء بجميل الفعال ، والتمجيد الثناء بصفات الجلال ، ويقال : أثنى عليه في ذلك كله . ولهذا جاء جوابا للرحمن الرحيم لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية ( يقول العبد إياك نعبد ) أي نخصك بالعبادة ( وإياك نستعين ) أي نخصك بالاستعانة ( فهذه بيني وبين عبدي ) لأن العبادة لله تعالى والاستعانة من الله . وقال القرطبي : إنما قال الله تعالى هذا لأن في ذلك تذلل العبد لله وطلبه الاستعانة منه وذلك يتضمن تعظيم الله وقدرته على ما طلب منه ( يقول العبد nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم إلى آخر السورة ) إنما كان هذا للعبد لأنه سؤال يعود نفعه إلى العبد ( فهؤلاء لعبدي ) وفي رواية مسلم " فهذا لعبدي " قال النووي : هكذا هو في صحيح مسلم وفي غيره " فهؤلاء لعبدي " وفي هذه الرواية دليل على أن اهدنا وما بعده إلى آخر السورة ثلاث آيات لا آيتان ، وفي المسألة خلاف مبني على أن البسملة من الفاتحة أم لا ، فمذهبنا ومذهب الأكثرين أنها من الفاتحة وأنها آية واهدنا وما بعده آيتان ، ومذهب مالك وغيره ، ممن يقول إنها ليست من الفاتحة ، يقول اهدنا وما بعده ثلاث آيات ، وللأكثرين أن يقولوا قولة هؤلاء ، المراد به الكلمات لا الآيات بدليل رواية مسلم " فهذا لعبدي " وهذا أحسن من الجواب بأن الجمع محمول على الاثنين ، لأن هذا مجاز عند الأكثرين ، فيحتاج إلى دليل على صرفه عن الحقيقة إلى المجاز . انتهى .