الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4832 حدثنا عمرو بن عون أخبرنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح عن سالم بن غيلان عن الوليد بن قيس عن أبي سعيد أو عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( لا تصاحب إلا مؤمنا ) : أي كاملا ، أو المراد النهي عن مصاحبة الكفار والمنافقين ؛ لأن مصاحبتهم مضرة في الدين ، فالمراد بالمؤمن جنس المؤمنين ( ولا يأكل طعامك إلا تقي ) : أي متورع . والأكل وإن نسب إلى التقي ففي الحقيقة مسند إلى صاحب الطعام ، فالمعنى لا تطعم طعامك إلا تقيا .

                                                                      قال الخطابي : إنما جاء هذا في طعام الدعوة دون طعام الحاجة ؛ وذلك أن الله - سبحانه - قال : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ومعلوم أن أسراءهم كانوا كفارا غير مؤمنين ولا أتقياء ، وإنما حذر - عليه السلام - من صحبة من ليس بتقي وزجر عن مخالطته ومؤاكلته ، فإن المطاعمة توقع الألفة والمودة في القلوب .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي وقال إنما نعرفه من هذا الوجه .




                                                                      الخدمات العلمية