إبراهيم : اسم علم أعجمي . قيل : ومعناه بالسريانية قبل النقل إلى العلمية : أب رحيم ، وفيه لغى ست : إبراهيم بألف وياء وهي الشهيرة المتداولة ، وبألف مكان الياء ، وبإسقاط الياء مع كسر الهاء ، أو فتحها ، أو ضمها ، وبحذف الألف والياء وفتح الهاء ، قال عبد المطلب :
نحن آل الله في كعبته لم نزل ذاك على عهد إبرهم
وقال زيد بن عمرو بن نفيل :
عذت بما عاذ به إبرهم إذ قال وجهي لك عان راغم
الإتمام : الإكمال ، والهمزة فيه للنقل . ثم الشيء يتم : كمل ، وهو ضد النقص . الإمام : القدوة الذي يؤتم به ، ومنه قيل لخيط البناء : إمام ، وللطريق : إمام ، وهو مفرد على فعال ، كالإزار للذي يؤتزر به ، ويكون جمع آم ، اسم فاعل من أم يؤم ، كجائع وجياع ، وقائم وقيام ، ونائم ونيام . الذرية : النسل ، مشتقة من ذروت ، أو ذريت ، أو ذرأ الله الخلق ، أو الذر . ويضم ذالها ، أو يكسر ، أو يفتح . فأما الضم فيجوز أن تكون ذرية فعيلة من ذرأ الله الخلق ، وأصله ذريئة ، فخففت الهمزة بإبدالها ياء ، كما خففوا همزة النسيء فقالوا : النسي ، ثم أدغموا الياء التي هي لام الفعل التي هي للمد . ويجوز أن تكون فعولة من ذروت ، الأصل ذرووة ، أبدلت لام الفعل ياء . اجتمع لك واو وياء واو المد والياء المنقلبة عن الواو التي هي لام الفعل ، وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت واو المد ياء ، وأدغمت في الياء ، وكسر ما قبلها ؛ لأن الياء تطلب الكسر . ويجوز أن تكون فعيلة من ذررت ، أصلها ذريوة ، اجتمعت ياء المد والواو التي هي لام الكلمة وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت ياء المد فيها . ويجوز أن تكون فعولة أو فعيلة من ذريت لغة في ذروت ، فأصلها أن تكون فعولة ذروية ، وإن كان فعيلة ذريية ، ثم أدغم . ويجوز أن تكون فعيلة من الذر منسوبة ، أو فعلية من الذر غير منسوبة ، أو فعيلة ، كمريقة ، أو فعول ، كسبوح وقدوس ، أو فعلولة ، كقردودة الظهر ، فضم أولها إن كان اسما ، كقمرية ، وإن كانت منسوبة ، كما قالوا في النسب إلى الدهر : دهري ، وإلى السهل ، سهلي . وأصل فعيلة من الذر : ذريرة ، وفعولة من الذر : ذرورة ، وكذلك فعلولة ، أبدلت الراء الآخرة في ذلك ياء كراهة التضعيف ، كما قالوا في تسررت ; تسريت . وأما من كسر ذال ذرية ، فيحتمل أن تكون فعيلة من ذرأ الله الخلق [ ص: 373 ] كبطيخة ، فأبدلت الهمزة ياء ، وأدغمت في ياء المد ، أو فعلية من الذر منسوبة على غير قياس ، أو فعيلة من الذر أصله ذريرة ، أو فعليل كحلتيت . ويحتمل أن تكون ذريوة من ذروت ، أو فعيلة : ذريئة من ذريت . وأما من فتح ذال ذرية ، فيحتمل أن تكون فعيلة من ذرأ ، مثل سكينة ، أو فعولة من هذا أيضا كخروبة . فالأصل ذروءة ، فأبدلت الهمزة ياء بدلا مسموعا ، وقلبت الواو ياء وأدغمت . ويحتمل أن تكون فعيلة من الذر غير منسوبة كبرنية ، أو منسوبة إلى الذر ، أو فعولة كخروبة من الذر أصلها ذرورة ، ففعل بها ما تقدم ، أو فعلولة كبكولة ، فالأصل ذرورة أيضا ، أو فعيلة كسكينة : ذريرة ، فقلبت الراء ياء في ذلك كله ، ويحتمل أن يكون من ذروت فعيلة كسكينة ، فالأصل ذريوة ، أو من ذريت ذريية ، أو فعولة من ذروت أو ذريت . وأما من بناها على فعلة كجفنة ، وقال ذرية فإنها من ذريت . النيل : الإدراك . نلت الشيء أناله نيلا ، والنيل : العطاء . البيت معروف ، وصار علما بالغلبة على الكعبة ، كالنجم للثريا . الأمن : مصدر أمن يأمن ، إذا لم يخف واطمأنت نفسه . المقام : مفعل من القيام ، يحتمل المصدر والزمان والمكان . إسماعيل : اسم أعجمي علم ، ويقال إسماعيل باللام وإسماعين بالنون ، قال :
قال جواري الحي لما جينا هذا ورب البيت إسماعينا
ومن غريب ما قيل في التسمية به أن إبراهيم كان يدعو أن يرزقه الله ولدا ويقول : اسمع إيل ، وإيل هو الله تعالى . التطهير : مصدر طهر ، والتضعيف فيه للتعدية . يقال : طهر الشيء طهارة : نظف . الطائف : اسم فاعل من طاف به إذا دار به ، ويقال أطاف : بمعنى طاف ، قال :
أطافت به جيلان عند فطامه
والعاكف : اسم فاعل من عكف بالشيء : أقام به ولازمه ، قال :
عليه الطير ترقبه عكوفا
وقال يعكفون على أصنام لهم : أي يقيمون على عبادتها . البلد : معروف ، والبلد الصدر ، وبه سمي البلد لأنه صدر القرى . يقال : وضعت الناقة بلدتها إذا بركت . وقيل : سمي البلد بمعنى الأثر ، ومنه قيل " بليد " لتأثير الجهل فيه ، ومنه قيل لبركة البعير " بلدة " لتأثيرها في الأرض إذا بركت ، قال : أنيخت فألقت بلدة بعد بلدة قليل بها الأصوات إلا بغامها
والبارك : البارك بالبلد . الاضطرار : هو الإلجاء إلى الشيء والإكراه عليه ، وهو افتعل من الضر ، أصله اضترار ، أبدلت التاء طاء بدلا لازما ، وفعله متعد ، وعلى ذلك استعماله في القرآن ، وفي كلام العرب ، قال :
اضطرك الحرز من سلمى إلى أجأ
المصير : مفعل من صار يصير فيكون للزمان والمكان ، وأما المصدر فقياسه مفعل بفتح العين ; لأن ما كسرت عين مضارعه فقياسه ما ذكرناه ، لكن النحويين اختلفوا فيما كان عينه ياء من ذلك على ثلاثة مذاهب : أحدها : أنه كالصحيح ، فيفتح في المصدر ويكسر في الزمان والمكان . الثاني : أنه مخير فيه . الثالث : أنه يقتصر على السماع ، فما فتحت فيه العرب فتحنا ، وما كسرت كسرنا ، وهذا هو الأولى . القواعد : قال الكسائي : هي الجدر ، وقال والفراء أبو عبيدة : الأساس ، قال :
في ذروة من يفاع أولهم زانت عواليها قواعدها
وبالأساس فسرها ابن عطية أولا وقال : هي صفة غالبة ، ومعناها الثانية ، ومنه قعدك الله ، أي أسأل الله أن يقعدك ، أي : يثبتك ، انتهى كلامه . والزمخشري
والقواعد من النساء جمع قاعد ، وهي التي قعدت عن الولد ، وسيأتي الكلام على كون قاعد لم تأت بالتاء في مكانه ، إن شاء الله تعالى . الأمة : الجماعة ، وهو لفظ [ ص: 374 ] مشترك ينطلق على الجماعة والواحد المعظم المتبوع ، والمنفرد في الأمر والدين والحين . والأم : هذه أمة زيد ، أي : أمه ، والقامة والشجة التي تبلغ أم الدماغ ، وأتباع الرسل ، والطريقة المستقيمة ، والجيل . المناسك : جمع منسك ومنسك ، والكسر في سين منسك شاذ ; لأن اسم المصدر والزمان والمكان من يفعل بضم العين أو فتحها ، مفعل بفتح العين ، إلا ما شذ من ذلك ، والناسك : المتعبد . البعث : الإرسال والإحياء والهبوب من النوم . العزيز : يقال : عز يعز ، بضم العين ، أي : غلب ، ومنه : " وعزني في الخطاب " ، وعز يعز ، بفتحها ، أي : اشتد ، ومنه : عز علي هذا الأمر ، أي : شق ، وتعزز لحم الناقة : اشتد . وعز يعز من النفاسة ، أي : لا نظير له ، أو قل نظيره . الرغبة عن الشيء : الزهادة فيه ، والرغبة فيه : الإيثار له والاختيار له ، وأصل الرغبة : الطلب . الاصطفاء : الانتجاب والاختيار ، وهو افتعال من الصفو ، وهو الخالص من الكدر والشوائب ، أبدلت من تائه طاء ، كان ثلاثيه لازما . صفا الشيء يصفو ، وجاء الافتعال منه متعديا ، ومعنى الافتعال هنا : التخير ، وهو أحد المعاني التي جاءت لافتعل .