الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                10928 وقد كفانا الشافعي - رحمه الله - بيان وهن هذا الحديث ، وذلك فيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه : أن أبا العباس حدثهم ، قال : أنبأ الربيع ، أنبأ الشافعي ، أنبأ إبراهيم ، عن مصعب بن ثابت ، عن عطاء ، قال : زعم الحسن كذا ، ثم حكى هذا القول . قال : إبراهيم : كان عطاء يتعجب مما روى الحسن ، قال الشافعي : وأخبرنيه غير واحد ، عن مصعب ، عن عطاء ، عن الحسن ، وأخبرني من أثق به : أن رجلا من أهل العلم رواه ، عن مصعب ، عن عطاء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسكت عن الحسن ، فقلت له : أصحاب مصعب يروونه ، عن عطاء ، عن الحسن ، فقال : نعم كذلك حدثنا ولكن عطاء مرسلا أنفق من الحسن مرسلا ، قال الشافعي : ومما يدلك على وهن هذا عند عطاء إن كان رواه أن عطاء يفتي بخلافه ، ويقول فيه بخلاف هذا كله . يقول فيما ظهر هلاكه : أمانة ، وفيما خفي هلاكه : يترادان الفضل ، وهذا أثبت الرواية عنه . وقد روي عنه : يترادان مطلقة ، وما شككنا فيه فلا نشك أن عطاء إن شاء الله لا يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثبتا عنده ويقول بخلافه مع أني لم أعلم أحدا يروي هذا عن عطاء يرفعه إلا مصعبا ، والذي روى عن عطاء رفعه موافق قول شريح : إن الرهن بما فيه ، وقد يكون الفرس أكثر مما فيه من الحق ومثله وأقل ، فلم يرو أنه سأله عن قيمة الفرس .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية