( ولو فهي واحدة بائنة إلا أن ينوي ثلاثا ) قال لها : أنت طالق أشد الطلاق أو كألف أو ملء البيت
أما الأول : فلأنه وصفه بالشدة وهو البائن ; لأنه لا يحتمل الانتقاض والارتفاض . أما الرجعي فيحتمله وإنما تصبح نية الثلاث لذكره المصدر
وأما الثاني : فلأنه قد يراد بهذا التشبيه في القوة تارة ، وفي العدد أخرى يقال هو كألف رجل ويراد به القوة فتصح نية الأمرين وعند فقدانها يثبت أقلهما . وعن رحمه الله أنه يقع الثلاث عند عدم النية ; لأنه عدد فيراد به التشبيه في العدد ظاهرا فصار كما إذا قال أنت طالق كعدد ألف محمد
وأما الثالث : فلأن الشيء قد يملأ البيت لعظمه في نفسه ، وقد يملؤه لكثرته فأي ذلك نوى صحت نيته ، وعند انعدام النية يثبت الأقل . ثم الأصل عند رحمه الله أنه متى شبه الطلاق بشيء يقع بائنا أي شيء كان المشبه به ، ذكر العظم أو لم [ ص: 447 ] يذكر لما مر أن التشبيه يقتضي زيادة وصف ، وعند أبي حنيفة رحمه الله أن ذكر العظم يكون بائنا وإلا فلا أي شيء كان المشبه به ; لأن التشبيه قد يكون في التوحيد على التجريد أما ذكر العظم فللزيادة لا محالة ، وعند أبي يوسف رحمه الله إن كان المشبه به مما يوصف بالعظم عند الناس يقع بائنا وإلا فهو رجعي . وقيل زفر رحمه الله مع محمد رحمه الله ، وقيل مع أبي حنيفة رحمه الله وبيانه في قوله مثل رأس الإبرة مثل عظم رأس الإبرة ومثل الجبل مثل عظم الجبل . أبي يوسف