قال : ( وإذا جاز إقراره عليه ولا يجوز عند غير القاضي ) عند أقر الوكيل بالخصومة على موكله عند القاضي أبي حنيفة رحمهما اللهاستحسانا إلا أنه يخرج عن الوكالة . وقال ومحمد رحمه الله : يجوز إقراره عليه وإن أقر في غير مجلس القضاء . وقال أبو يوسف زفر رحمهما الله: لا يجوز في الوجهين وهو قول والشافعي رحمه الله أولا وهو القياس لأنه مأمور بالخصومة وهي منازعة والإقرار يضاده لأنه مسالمة والأمر بالشيء لا يتناول ضده ، ولهذا لا يملك الصلح والإبراء ويصح إذا استثنى الإقرار وكذا لو وكله بالجواب مطلقا يتقيد بجواب هو [ ص: 135 ] خصومة لجريان العادة بذلك ، ولهذا يختار فيها الأهدى فالأهدى ، وجه الاستحسان أن التوكيل صحيح قطعا وصحته بتناوله ما يملكه قطعا ، وذلك مطلق الجواب دون أحدهما عينا ، وطريق المجاز موجود على ما نبينه إن شاء الله تعالى ، فيصرف إليه تحريا للصحة قطعا ، ولو استثني الإقرار فعن أبي يوسف رحمه الله أنه لا يصح لأنه لا يملكه . وعن أبي يوسف رحمه الله أنه يصح لأن للتنصيص زيادة دلالة على ملكه إياه وعند الإطلاق يحمل على الأول ، وعنه أنه فصل بين الطالب والمطلوب ولم يصححه في الثاني لكونه مجبورا عليه ويخير الطالب فيه فبعد ذلك يقول محمد رحمه الله : إن الوكيل قائم مقام الموكل وإقراره لا يختص بمجلس القضاء فكذا إقرار نائبه ، وهما يقولان : إن التوكيل يتناول جوابا يسمى خصومة حقيقة أو مجازا ، والإقرار في مجلس القضاء خصومة مجازا إما لأنه خرج في مقابلة الخصومة أو لأنه سبب له لأن الظاهر إتيانه بالمستحق عند طلب المستحق ، وهو الجواب في مجلس القضاء فيختص به لكن إذا أقيمت البينة على إقراره في غير مجلس القضاء يخرج من الوكالة حتى لا يؤمر بدفع المال إليه لأنه صار مناقضا وصار كالأب أو الوصي إذا أقر في مجلس القضاء لا يصح ولا يدفع المال إليهما . أبو يوسف