الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 290 ] فصل : من كان معه ماء يخاف العطش لو استعمله تيمم

                                                                                                                                            إذا كان معه ما يحتاج أن يشربه ويخاف العطش إن استعمله في طهارته ، لم يلزمه استعماله لحراسة نفسه ، وأجزأه التيمم ، فإن احتاج إليه لدابته ، وخاف العطش عليها ، لا على نفسه ، أجزأه التيمم أيضا لما في استعماله من تعذيب ذات كبد حرا ، وما يعود عليه من تلف وذهاب مركوبه ، فلوكان معه إناءان من ماء أحدهما : طاهر ، والآخر : نجس ، وهو خائف العطش لم يكن له أن يتيمم ، ولزمه استعمال الطاهر ، فإن اشتد به العطش بعد استعمال الطاهر جاز أن يشرب النجس ، كما يجوز للمضطر أكل الميتة ، وإن اشتد به العطش قبل استعمال الطاهر ، فإن كان قبل دخول وقت الصلاة شرب الطاهر وحرم عليه شرب النجس وإن كان بعد دخول وقت الصلاة جاز شرب النجس ، لأن الطاهر قد صار مستحقا للطهارة فمنع من شربه تغليبا لحكم الطهارة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية