الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ويقول في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا وذلك أدنى الكمال "

                                                                                                                                            قال الماوردي : قد ذكرنا أن التسبيح في الركوع والسجود سنة ، وأنه يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى وأدنى كماله ثلاثا : لرواية عون بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ركع أحدكم فليقل : ثلاثا سبحان ربي العظيم ، وذلك أدناه وإذا سجد فليقل : سبحان ربي الأعلى ثلاثا ، وذلك أدناه ويختار أن يضيف إلى تسبيحه من الذكر إن كان منفردا ما رواه صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال : " اللهم لك سجدت ، ولك أسلمت وبك آمنت ، وأنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين

                                                                                                                                            فهذا الذكر المسنون في السجود ، فأما الدعاء فيه فقد روى أبو صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء فيختار له أن يدعو بعد الذكر المسنون إن لم يكن إماما يطيل الصلاة ولا مأموما يخالف الإمام ، وكان منفردا بما روت عائشة ، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده :

                                                                                                                                            [ ص: 129 ] اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك
                                                                                                                                            وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يقول في سجوده : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، أوله وآخره ، علانيته وسره فلو جمع بين دعائه في ذلك كان حسنا ، ولو دعا بغير ذلك من الأدعية المستحبة ، أو المباحة كان جائزا ، ولو تركه كله مع الذكر المسنون أجزأته صلاته ، ولا سجود للسهو عليه

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية