مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ويقول في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا وذلك أدنى الكمال "
قال الماوردي : قد ذكرنا أن سنة ، وأنه يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى وأدنى كماله ثلاثا : لرواية التسبيح في الركوع والسجود عون بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال : ويختار أن يضيف إلى تسبيحه من الذكر إن كان منفردا ما رواه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ركع أحدكم فليقل : ثلاثا سبحان ربي العظيم ، وذلك أدناه وإذا سجد فليقل : سبحان ربي الأعلى ثلاثا ، وذلك أدناه صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال : " اللهم لك سجدت ، ولك أسلمت وبك آمنت ، وأنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين
فهذا الذكر المسنون في السجود ، فأما الدعاء فيه فقد روى أبو صالح عن أبي هريرة فيختار له أن يدعو بعد الذكر المسنون إن لم يكن إماما يطيل الصلاة ولا مأموما يخالف الإمام ، وكان منفردا بما روت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء عائشة ، رضي الله عنها
[ ص: 129 ] اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده : أبو هريرة فلو جمع بين دعائه في ذلك كان حسنا ، ولو دعا بغير ذلك من الأدعية المستحبة ، أو المباحة كان جائزا ، ولو تركه كله مع الذكر المسنون أجزأته صلاته ، ولا سجود للسهو عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يقول في سجوده : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، أوله وآخره ، علانيته وسره