ويتعلق بقضاء المسافر والمريض مسائل :
منها : هل يقضيان ما عليهما متتابعا أم لا ؟ .
ومنها : ماذا عليهما إذا أخرا القضاء بغير عذر إلى أن يدخل رمضان آخر ؟ .
ومنها : إذا ماتا ولم يقضيا هل يصوم عنهما وليهما أو لا يصوم ؟ .
[ المسألة الأولى ]
[
nindex.php?page=treesubj&link=23320هل يقضي المسافر والمريض الصوم متتابعا ؟ ]
أما المسألة الأولى : فإن بعضهم أوجب أن يكون القضاء متتابعا على صفة الأداء ، وبعضهم لم يوجب ذلك ، وهؤلاء منهم من خير ومنهم من استحب التتابع ، والجماعة على ترك إيجاب التتابع .
وسبب اختلافهم : تعارض ظواهر اللفظ والقياس ، وذلك أن القياس يقتضي أن يكون الأداء على صفة
[ ص: 250 ] القضاء، أصل ذلك الصلاة والحج . أما ظاهر قوله - تعالى - (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فعدة من أيام أخر ) فإنما يقتضي إيجاب العدد فقط لا إيجاب التتابع . وروي عن
عائشة أنها قالت : ( نزلت فعدة من أيام أخر متتابعات ، فسقط : متتابعات ) .
وَيَتَعَلَّقُ بِقَضَاءِ الْمُسَافِرِ وَالْمَرِيضِ مَسَائِلُ :
مِنْهَا : هَلْ يَقْضِيَانِ مَا عَلَيْهِمَا مُتَتَابِعًا أَمْ لَا ؟ .
وَمِنْهَا : مَاذَا عَلَيْهِمَا إِذَا أَخَّرَا الْقَضَاءَ بِغَيْرِ عُذْرٍ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ رَمَضَانُ آخَرُ ؟ .
وَمِنْهَا : إِذَا مَاتَا وَلَمْ يَقْضِيَا هَلْ يَصُومُ عَنْهُمَا وَلِيُّهُمَا أَوْ لَا يَصُومُ ؟ .
[ الْمَسْأَلَةُ الأُولَى ]
[
nindex.php?page=treesubj&link=23320هَلْ يَقْضِي الْمُسَافِرُ وَالْمَرِيضُ الصَّوْمَ مُتَتَابِعًا ؟ ]
أَمَّا الْمَسْأَلَةُ الأُولَى : فَإِنَّ بَعْضَهُمْ أَوْجَبَ أَنْ يَكُونَ الْقَضَاءُ مُتَتَابِعًا عَلَى صِفَةِ الْأَدَاءِ ، وَبَعْضَهُمْ لَمْ يُوجِبْ ذَلِكَ ، وَهَؤُلَاءِ مِنْهُمْ مَنْ خَيَّرَ وَمِنْهُمْ مَنِ اسْتَحَبَّ التَّتَابُعَ ، وَالْجَمَاعَةُ عَلَى تَرْكِ إِيجَابِ التَّتَابُعِ .
وَسَبَبُ اخْتِلَافِهِمْ : تَعَارُضُ ظَوَاهِرِ اللَّفْظِ وَالْقِيَاسُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقِيَاسَ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الْأَدَاءُ عَلَى صِفَةِ
[ ص: 250 ] الْقَضَاءِ، أَصْلُ ذَلِكَ الصَّلَاةُ وَالْحَجُّ . أَمَّا ظَاهِرُ قَوْلِهِ - تَعَالَى - (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) فَإِنَّمَا يَقْتَضِي إِيجَابَ الْعَدَدِ فَقَطْ لَا إِيجَابَ التَّتَابُعِ . وَرُوِيَ عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : ( نَزَلَتْ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ مُتَتَابِعَاتٍ ، فَسَقَطَ : مُتَتَابِعَاتٌ ) .