2 - القول في صفته
وأما صفته : فإن جمهور العلماء على أن من سنة الصفا والمروة أن ينحدر الراقي على السعي بين الصفا بعد الفراغ من الدعاء ، فيمشي على جبلته حتى يبلغ بطن المسيل فيرمل فيه حتى يقطعه إلى ما يلي المروة ، فإذا انقطع ذلك وجاوزه مشى على سجيته حتى يأتي المروة فيرقى عليها حتى يبدو له البيت ، ثم يقول عليها نحوا مما قاله من الدعاء والتكبير على الصفا ، وإن وقف أسفل المروة أجزأه عند جميعهم ، ثم ينزل عن المروة فيمشي على سجيته حتى ينتهي إلى بطن المسيل فإذا انتهى إليه رمل حتى يقطعه إلى الجانب الذي [ ص: 286 ] يلي الصفا ، يفعل ذلك سبع مرات يبدأ في كل ذلك بالصفا ويختم بالمروة ، فإن بدأ بالمروة قبل الصفا ألغي ذلك الشوط لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " . يريد قوله - تعالى - ( نبدأ بما بدأ الله به : نبدأ بالصفا إن الصفا والمروة من شعائر الله ) . وقال عطاء إن جهل فبدأ بالمروة أجزأ عنه .
وأجمعوا على أنه ليس في وقت السعي قول محدود فإنه موضع دعاء . وثبت من حديث جابر : " الصفا يكبر ثلاثا ويقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، يصنع ذلك ثلاث مرات ، ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك " . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وقف على