الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6573 6974 - حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، عن الزهري ، حدثنا عامر بن سعد بن أبي وقاص ، أنه سمع أسامة بن زيد يحدث سعدا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الوجع فقال : " رجز -أو : عذاب - عذب به بعض الأمم ، ثم بقي منه بقية ، فيذهب المرة ويأتي الأخرى ، فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ، ومن كان بأرض وقع بها فلا يخرج فرارا منه" [انظر : 3473 - مسلم : 2218 - فتح: 12 \ 344 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، أن عمر - رضي الله عنه - خرج إلى الشأم ، فلما جاء بسرغ بلغه أن الوباء وقع بالشأم . الحديث . وحديث عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه سمع أسامة بن زيد يحدث سعدا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الوجع فقال : "رجز -أو : عذاب - عذب به بعض الأمم ثم بقي منه بقية ، فيذهب المرة ويأتي الأخرى ، فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ، ومن كان بأرض وقع بها فلا يخرج فرارا منه .

                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              الوباء يمد ويقصر ، وجمع المقصور : أوباء ، وجمع الممدود : أوبئة ، والفرار من الطاعون غير جائز ولا يتحيل في الخروج في تجارة أو زيارة أو شبههما ناويا بذلك الفرار منه ، ويبين هذا المعنى [ ص: 91 ] قوله - عليه السلام - : " إنما الأعمال بالنيات " والمعنى في النهي عن الفرار منه كأنه يفر من قدر الله وقضائه ، وهذا لا سبيل إليه لأحد ؛ لأن قدره لا يغلب .

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف الكلام في معنى هذا الحديث في كتاب : المرضى والطب ، في باب : من خرج من أرض لا تلائمه .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              فيه قبول خبر الواحد ، وقوله : (" لا تقدموا عليه " ) . يريد أن مقامكم بالموضع الذي لا وباء فيه أسكن لنفوسكم وأطيب لعيشتكم .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : أنه قد يوجد عند بعض العلماء ما ليس عند أكثر منه في العلم ، قيل : وفيه دليل على صحة قول ابن الطيب : أن الصحابة أجمعوا على تقدمة خبر الواحد على قياس الأصول ، وفساد قول من قدم قياس الأصول على الخبر ؛ لرجوع جميعهم إلى خبر عبد الرحمن .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - : أنه كان يبعث بنيه إلى الأعراب من الطاعون ، وروي نحوه عن عمرو بن الأشعث ، وأبي الأسود بن هلال ومسروق ، وروي أن أبا عبيدة استقبل عمر - رضي الله عنهما - فقال : جئت بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدخلهم أرضا فيها الطاعون الذين هم أئمة يقتدى بهم ؟ قال عمر - رضي الله عنه - : يا أبا عبيدة ، شككت ؟ فقال : أشكا ؟ فقال أبو عبيدة : كأن يعقوب إذ قال لبنيه : لا تدخلوا من باب واحد [يوسف : 67 ] . فقال عمر : والله لأدخلنها . فقال أبو عبيدة : والله لا تدخلها . فرده .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية