الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6732 7151 - حدثنا إسحاق بن منصور ، أخبرنا حسين الجعفي قال : زائدة ذكره ، عن هشام ، عن الحسن قال : أتينا معقل بن يسار نعوده ، فدخل عبيد الله فقال له معقل : أحدثك حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة " . [انظر : 7150 - مسلم : 142 - فتح: 13 \ 127 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي الأشهب ، -واسمه: (جعفر ) بن حيان العطاردي البصري الحذاء الأعمى - عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه ، فقال له معقل بن يسار : إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يجد رائحة الجنة " . وفي رواية : "ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة " . [ ص: 449 ] هذا حديث عظيم ، وفيه وعيد شديد على أئمة الجور . وفي رواية الإسماعيلي : فقال ابن زياد لمعقل : فهلا قبل اليوم . فقال : لولا أني ميت ما حدثتك .

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى "يحطها " : يكلؤها ويرعاها . هو ثلاثي بفتح الياء . من حاطه يحوطه ، يقال : مع فلان حيطة لك . أي : تحنن وتلطف .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : ("يجد رائحة الجنة " ) . قال الداودي : يحتمل أن يريد إلا أن يغفر الله ، وهذا مذهب أهل السنة ، ويحتمل أن يريد الكافر ؛ لأن المؤمن لا بد له من نصيحة ، ولقوله - عليه السلام - : " يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : ("يلي " ) ماضيه ولي بالكسر مستقبله يولى بالفتح لكنه شاذ ، مثل : ورث يورث .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              معقل بن يسار بالعين المهملة والقاف .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              النصيحة فرض على الوالي لرعيته ، وقد قال - عليه السلام - : "الأمير راع ومسئول عن رعيته " فمن ضيع من استرعاه الله أمرهم ، أو خانهم أو ظلمهم ، فقد يوجه إليه الطلب بمظالم العباد يوم القيامة ، فكيف يقدم على التحلل من ظلم أمة عظيمة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 450 ] فصل :

                                                                                                                                                                                                                              يجب على الوالي ألا يحتجب عن المظلومين ، فقد روى أبو مريم الفلسطيني الصحابي مرفوعا : "من ولي من أمور (المسلمين ) شيئا فاحتجب عن خلتهم وحاجتهم وفاقتهم ، احتجب الله عن حاجته وخلته وفاقته " .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              ويجب على الوالي ألا يولي أحدا من عصابته ، وفي الناس من هو أرضي منه ، فقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا : "إنهم إن فعلوا ذلك فقد خانوا الله ورسوله وخانوا جميع المؤمنين " .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية