الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15599 6853 - (16029) - (3\493) عن أبي بردة، قال : مررت بالربذة، فإذا فسطاط، فقلت : لمن هذا؟ فقيل : لمحمد بن مسلمة، فاستأذنت عليه، فدخلت عليه، فقلت : رحمك الله إنك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس فأمرت، ونهيت. فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنه ستكون فتنة، وفرقة، واختلاف، فإذا كان ذلك فأت بسيفك أحدا، فاضرب به عرضه، واكسر نبلك، واقطع، وترك، واجلس في بيتك " فقد كان ذلك وقال يزيد مرة : " فاضرب به حتى تقطعه، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة، أو يعافيك الله عز وجل "، فقد كان ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلت ما أمرني به ثم استنزل سيفا كان معلقا بعمود الفسطاط، فاخترطه فإذا سيف من خشب، فقال : قد فعلت ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتخذت هذا أرهب به الناس.

التالي السابق


* قوله : "وفرقة" : - بضم الفاء - ; أي : افتراق واختلاف .

* "أحدا" : - بضمتين - : اسم الجبل المعروف .

* "عرضه" : بضم فسكون - ; أي : جانبه .

* "واكسر نبلك" : أي : سهمك ، هكذا في بعض الأصول ، وفي بعضها : "سيتك" - بكسر سين وفتح ياء مخففة - ، وهي طرف القوس إلى موضع الوتر ، وللقوس سيتان ، وهاؤه عوض عن الواو .

[ ص: 180 ] * "وترك" : - بفتحتين - .

* "خاطئة" : بالهمزة; أي : مذنبة تقتلك بلا ذنب .

* "فاخترطه" : أي : أخرجه من الغمد .

* "أرهب" : من الإرهاب .

* * *




الخدمات العلمية