الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16148 7120 - (16584) - (4\60) عن عمرو بن القاري ، عن أبيه ، عن جده عمرو بن القاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم ، فخلف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين ، فلما قدم من جعرانة معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب ، فقال : يا رسول الله ، إن لي مالا وإني أورث كلالة ، أفأوصي بمالي كله أو أتصدق به؟ قال : " لا " ، قال : أفأوصي بثلثيه؟ ، قال : " لا " ، قال : أفأوصي بشطره؟ ، قال : " لا " ، قال : أفأوصي بثلثه؟ قال : " نعم ، وذاك كثير " ، قال : أي رسول الله ، أموت بالدار التي خرجت منها مهاجرا؟ قال : " إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقواما ، وينفع بك آخرين ، يا عمرو بن القاري إن مات سعد بعدي فها هنا فادفنه ، نحو طريق المدينة " ، وأشار بيده هكذا .

التالي السابق


* قوله : "قدم" : أي : مكة .

[ ص: 420 ] * "فخلف" : من التخليف .

* "مغلوب" : أي : غلبه المرض ، وليس المراد أنه مغلوب على عقله ، إلا أن يقال : يمكن أن يكون مغلوبا على عقله أولا ، ثم حصل له الإفاقة بعد دخوله صلى الله عليه وسلم .

* "أورث" : على بناء المفعول .

* "كلالة" : - بالنصب - ; أي : حال كوني كلالة ، ليس لي عصبة من الأولاد ، وقد كان له ابنة وعصبات .

* "أموت بالدار . . . إلخ" : أي : وهو يشبه الرجوع فيما تركه لله .

* "يرفعك الله" : أي : من هذا المرض .

* "فينكأ" : كيمنع - بهمزة - ; أي : قتل وجرح بوجودك ناسا من الكفرة ، والمشهور في هذا المعنى : نكى ينكي نكاية; كرمى .

* * *




الخدمات العلمية