الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16043 [ ص: 363 ] 7059 - (16478) - (4\43) عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال : حدثني عبد الله بن زيد ، قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس ليضرب به للناس في الجمع للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت له : يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال : ما تصنع به؟ قال : فقلت : ندعو به إلى الصلاة ، قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قال : فقلت له : بلى ، قال : تقول الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، ثم استأخر غير بعيد ثم قال : تقول : إذا أقيمت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت ، فقال : " إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به ، فإنه أندى صوتا منك " ، قال : فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به ، قال : فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول : والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي أري ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلله الحمد " .

التالي السابق


* "بالناقوس" : هي خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها ، والنصارى يعلمون بها أوقات الصلاة .

* "طاف بي" : قال الخطابي : هو من الطيف ، وهو الخيال الذي يلم [ ص: 364 ] بالنائم ، ومضارعه يطيف ، ومضارع الطواف يطوف ، وما هو بمعنى الإحاطة ، فهو أطاف يطيف .

* "لرؤيا حق إن شاء الله" : وهذا لا يفيد الشك في كونها حقا عنده ، بل قد يكون للتبرك وغيره ، والله تعالى أعلم .

* "رسول الله" : بالنصب - ، وضمير "يدعو" لبلال .

* قوله : "إلى صلاة الفجر" : أي : الدعاء إليها ، فالتأذين بمعنى الدعاء ، فعدي بإلى .

* قوله : " لا أندى " : أي : أرفع .

* * *




الخدمات العلمية