الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4085 [ ص: 314 ] ( باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزر المدلجي ، ويقال : إنها سرية الأنصاري )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان سرية عبد الله إلى آخره ، وليس في كثير من النسخ لفظ باب ، وقد مر تفسير السرية عن قريب ، وعبد الله بن حذافة بضم الحاء المهملة وتخفيف الذال المعجمة وبالفاء ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي ، أسلم قديما ، وكان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، ويقال : إنه شهد بدرا ، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين ، وكانت فيه دعابة ، وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعثه إلى كسرى ، وقال خليفة بن خياط وفي سنة تسع عشرة أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي ، وقال ابن لهيعة توفي عبد الله بن حذافة السهمي بمصر ، ودفن بمقبرتها ، وعلقمة بن مجزز بضم الميم ، وفتح الجيم ، وكسر الزاي الأولى الثقيلة ، وحكي فتحها ، والأول أشهر ، وقال عياض : وقع لأكثر الرواة بسكون الحاء المهملة ، وكسر الراء ، وقال بعضهم : وأغرب الكرماني فضبطه بالحاء المهملة وتشديد الراء فتحا وكسرا ، وهو خطأ ظاهر انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : هذا تشنيع ظاهر عليه من غير وجه ; لأنه لم يضبط إلا بقوله : بضم الميم ، وفتح الجيم ، وفتح الزاي المشددة وكسرها وبزاي أخرى ، ثم قال : وقال بعضهم : هو بالحاء المهملة وبالراء المشددة فتحا وكسرا ثم بالزاي المعجمة ، ونسبة الخطأ إليه خطأ ; لأنه حكى ذلك عن بعضهم ، وليس عليه في ذلك مؤاخذة ، وقالالذهبي : علقمة بن مجزز الأعور بن جعدة الكناني المدلجي ، استعمله النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على سرية ، وبعثه عمر رضي الله تعالى عنه على جيش إلى الحبشة فهلكوا كلهم وذكر أباه مجززا في الصحابة ، وقال القائف : روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قوله : " المدلجي " بضم الميم ، وسكون الدال المهملة ، وكسر اللام وبالجيم ، قال الرشاطي : المدلجي في كنانة ينسب إلى مدلج بن مرة بن عبد مناة ، منهم من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مجزز المدلجي القائف المذكور في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ، وهو مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوادة بن عمرو بن مدلج نسبه إلى ابن الكلبي قوله : " ويقال : إنها " أي : إن هذه السرية سرية الأنصاري ، وأراد بها عبد الله بن حذافة السهمي القرشي المهاجري ، وقال ابن الجوزي قوله : " الأنصاري " وهم من بعض الرواة ، وإنما هو سهمي ، وقال بعضهم : يحتمل الحمل على المعنى الأعم ، أي : أنه نصر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الجملة ( قلت ) : فيه نظر ; لأن هذا الاحتمال يجري في جميع الصحابة ، والأنصار خلاف المهاجرين ، وليس المراد منه المعنى اللغوي .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية