الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال : القرآن : أن الأرض قال : أرض الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال : كتبنا في القرآن من بعد التوراة . والأرض أرض الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 400 ] وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر يعني بالذكر التوراة، ويعني بالزبور الكتب من بعد التوراة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، من طريق العوفي ، عن ابن عباس : ولقد كتبنا في الزبور قال : الكتب ، : من بعد الذكر قال : التوراة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن مردويه ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في الآية قال : الزبور التوراة والإنجيل والقرآن، والذكر الأصل الذي نسخت منه هذه الكتب، الذي في السماء، والأرض أرض الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج هناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله : ولقد كتبنا في الزبور قال : الزبور التوراة والإنجيل والقرآن : من بعد الذكر قال : الذكر الذي في السماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن مجاهد في الآية قال : الزبور الكتب، والذكر أم الكتاب عند الله، والأرض الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 401 ] وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد في الآية قال : الزبور الكتب التي أنزلت على الأنبياء، والذكر أم الكتاب الذي يكتب فيه الأشياء قبل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : أن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال : أرض الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، من طريق علي ، عن ابن عباس في قوله : ولقد كتبنا في الزبور الآية ، قال : أخبر الله سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه، قبل أن تكون السماوات والأرض، أن يورث أمة محمد الأرض ويدخلهم الجنة وهم : الصالحون وفي قوله : لبلاغا لقوم عابدين قال : عالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في " شعب الإيمان " ، عن ابن عباس في قوله : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال : أرض الجنة، يرثها الذين يصلون الصلوات الخمس في الجماعات، إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ) أي بشارة ، لقوم عابدين ) أي الذين يصلون الصلوات الخمس في الجماعات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي [ ص: 402 ] حاتم ، والحاكم عن الشعبي في قوله : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال : في زبور داود ، من بعد ذكر موسى؛ التوراة : أن الأرض يرثها قال : الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن عكرمة مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في الآية قال : كتب الله في زبور داود بعد التوراة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله : ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) قال : الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد في قوله : أن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال : الجنة وقرأ : ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) [ الزمر : 74 ] قال : فالجنة مبتدؤها في الأرض، ثم تذهب درجا علوا ، والنار مبتدؤها في الأرض، وبينهما حجاب؛ سور ما يدري أحد ما ذاك السور ، وقرأ : باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب [ الحديد : 13 ] قال : ودرجها تذهب سفالا في الأرض، ودرج الجنة تذهب علوا في السماوات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن صفوان قال : سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان : هل [ ص: 403 ] لأنفس المؤمنين مجتمع؟ فقال : إن الأرض التي يقول الله : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون هي الأرض التي تجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في " تاريخه " ، وابن أبي حاتم ، عن أبي الدرداء قال : قال الله تعالى : أن الأرض يرثها عبادي الصالحون فنحن الصالحون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : إن في هذا لبلاغا قال : كل ذلك يقال ؛ إن في هذه السورة وفي هذا القرآن لبلاغا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد في قوله : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال : إن في هذا لمنفعة وعلما لقوم عابدين؛ ذلك البلاغ .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال : لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين [ ص: 404 ] قال : صوم شهر رمضان، والصلوات الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر عن أبي هريرة : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال : في الصلوات الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، وأبو نعيم ، والديلمي ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله : ( إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ) قال : في الصلوات الخمس شغلا للعبادة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية : لبلاغا لقوم عابدين قال : هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " عن محمد بن كعب : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال : الصلوات الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد : ( لقوم عابدين ) قال : أهل الصلوات الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن : لقوم عابدين قال : الذين يحافظون على الصلوات الخمس في الجماعة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 405 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة : لقوم عابدين قال : عاملين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية