أما قوله : الله ، فاعلموا أيها الناس أني أقول طول حياتي : الله ، فإذا مت أقول : الله ، وإذا سئلت في القبر أقول : الله ، وإذا جئت يوم القيامة أقول : الله ، وإذا أخذت الكتاب أقول : الله ، وإذا وزنت أعمالي أقول : الله ، وإذا جزت الصراط أقول : الله ، وإذا دخلت الجنة أقول : الله ، وإذا رأيت الله قلت : الله .
النكتة الثالثة عشرة : الحكمة في ذكر هذه الأسماء الثلاثة أن المخاطبين في القرآن ثلاثة أصناف كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) [ فاطر : 32 ] فقال : أنا الله
[ ص: 143 ] للسابقين ، الرحمن للمقتصدين ، الرحيم للظالمين ، وأيضا الله هو معطي العطاء ، والرحمن هو المتجاوز عن زلات الأولياء ، والرحيم هو المتجاوز عن الجفاء ، ومن
nindex.php?page=treesubj&link=19960كمال رحمته كأنه تعالى يقول : أعلم منك ما لو علمه أبواك لفارقاك ، ولو علمته المرأة لجفتك ، ولو علمته الأمة لأقدمت على الفرار منك ، ولو علمه الجار لسعى في تخريب الدار ، وأنا أعلم كل ذمك وأستره بكرمي ؛ لتعلم أني إله كريم .
الرابعة عشرة :
nindex.php?page=treesubj&link=28802_28723الله يوجب ولايته ؛ قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257الله ولي الذين آمنوا ) [ البقرة : 257 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28683_28723والرحمن يوجب محبته ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) [ مريم : 96 ]
nindex.php?page=treesubj&link=19960_29693_28723والرحيم يوجب رحمته (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وكان بالمؤمنين رحيما ) [ الأحزاب : 43 ] .
الخامسة عشرة : قال عليه الصلاة والسلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011184 " من رفع قرطاسا من الأرض فيه " بسم الله الرحمن الرحيم " إجلالا له تعالى ، كتب عند الله من الصديقين ، وخفف عن والديه وإن كانا مشركين " . وقصة
بشر الحافي في هذا الباب معروفة ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011185يا أبا هريرة ، nindex.php?page=treesubj&link=27366_65إذا توضأت فقل : بسم الله ؛ فإن حفظتك لا تبرح أن تكتب لك الحسنات حتى تفرغ ، nindex.php?page=treesubj&link=33092وإذا غشيت أهلك فقل : بسم الله ، فإن حفظتك يكتبون لك الحسنات حتى تغتسل من الجنابة ، فإن حصل من تلك الواقعة ولد ، كتب لك من الحسنات بعدد نفس ذلك الولد وبعدد أنفاس أعقابه إن كان له عقب ، حتى لا يبقى منهم أحد ، يا أبا هريرة nindex.php?page=treesubj&link=33093إذا ركبت دابة فقل : بسم الله ، والحمد لله ؛ يكتب لك الحسنات بعدد كل خطوة ، وإذا ركبت السفينة فقل : بسم الله ، والحمد لله ؛ يكتب لك الحسنات حتى تخرج منها . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011186nindex.php?page=treesubj&link=26232_27366_24438ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا نزعوا ثيابهم أن يقولوا : بسم الله الرحمن الرحيم . والإشارة فيه أنه إذا صار هذا الاسم حجابا بينك وبين أعدائك من الجن في الدنيا ، أفلا يصير حجابا بينك وبين الزبانية في العقبى ؟
السادسة عشرة : كتب
قيصر إلى
عمر رضي الله عنه أن بي صداعا لا يسكن ، فابعث لي دواء ، فبعث إليه
عمر قلنسوة ، فكان إذا وضعها على رأسه يسكن صداعه ، وإذا رفعها عن رأسه عاوده الصداع ، فعجب منه ، ففتش القلنسوة ، فإذا فيها كاغد مكتوب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم .
السابعة عشرة : قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011187من توضأ ولم يذكر اسم الله تعالى كان طهورا لتلك الأعضاء ، ومن توضأ وذكر اسم الله تعالى كان طهورا لجميع بدنه . فإذا كان
nindex.php?page=treesubj&link=27366_65الذكر على الوضوء طهورا لكل البدن ، فذكره عن صميم القلب أولى أن يكون طهورا للقلب عن الكفر والبدعة .
الثامنة عشرة :
nindex.php?page=treesubj&link=27366_28807_31607طلب بعضهم آية من nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد فقال : إنك تدعي الإسلام ، فأرنا آية لنسلم ، فقال : ائتوني بالسم القاتل ، فأتي بطاس من السم ، فأخذها بيده وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، وأكل الكل ، وقام سالما بإذن الله تعالى ، فقال المجوس : هذا دين حق .
التاسعة عشرة : مر
عيسى ابن مريم عليه السلام على قبر ، فرأى ملائكة العذاب يعذبون ميتا ، فلما انصرف من حاجته مر على القبر ، فرأى ملائكة الرحمة معهم أطباق من نور ، فتعجب من ذلك ، فصلى ودعا الله تعالى ، فأوحى الله تعالى إليه : يا
عيسى ، كان هذا العبد عاصيا ، ومذ مات كان محبوسا في عذابي ، وكان قد ترك امرأة حبلى فولدت ولدا وربته حتى كبر ، فسلمته إلى الكتاب ، فلقنه المعلم بسم الله الرحمن الرحيم ،
nindex.php?page=treesubj&link=24582فاستحييت من عبدي أن أعذبه بناري في بطن الأرض وولده يذكر اسمي على وجه الأرض .
[ ص: 144 ] العشرون : سئلت
عمرة الفرغانية - وكانت من كبار العارفات - : ما
nindex.php?page=treesubj&link=628_731الحكمة في أن الجنب والحائض منهيان عن قراءة القرآن دون التسمية ؟ فقالت : لأن التسمية ذكر اسم الحبيب ، والحبيب لا يمنع من ذكر الحبيب .
الحادية والعشرون : قيل في قوله : " الرحيم " هو تعالى رحيم بهم في ستة مواضع ، في القبر وحشراته ، والقيامة وظلماته ، والميزان ودرجاته ، وقراءة الكتاب وفزعاته ، والصراط ومخافاته ، والنار ودركاته .
الثانية والعشرون : كتب عارف " بسم الله الرحمن الرحيم " وأوصى أن تجعل في كفنه ، فقيل له : أي فائدة لك فيه ، فقال : أقول يوم القيامة : إلهي بعثت كتابا وجعلت عنوانه : بسم الله الرحمن الرحيم ، فعاملني بعنوان كتابك .
الثالثة والعشرون : قيل : "
nindex.php?page=treesubj&link=28971_29748_31755_29747بسم الله الرحمن الرحيم " تسعة عشر حرفا ، وفيه فائدتان : إحداهما : أن الزبانية تسعة عشر ، فالله تعالى يدفع بأسهم بهذه الحروف التسعة عشر ، الثانية : خلق الله تعالى الليل والنهار أربعة وعشرين ساعة ، ثم فرض خمس صلوات في خمس ساعات ، فهذه الحروف التسعة عشر تقع كفارات للذنوب التي تقع في تلك الساعات التسعة عشر .
الرابعة والعشرون : لما كانت سورة التوبة مشتملة على الأمر بالقتال ، لم يكتب في أولها " بسم الله الرحمن الرحيم " ، وأيضا السنة أن يقال عند الذبح : " باسم الله والله أكبر " ولا يقال : " بسم الله الرحمن الرحيم " ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=28980_28971وقت القتال والقتل لا يليق به ذكر الرحمن الرحيم ، فلما وفقك لذكر هذه الكلمة في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلوات المفروضة دل ذلك على أنه ما خلقك للقتل والعذاب ، وإنما خلقك للرحمة والفضل والإحسان ، والله تعالى الهادي إلى الصواب .
أَمَّا قَوْلُهُ : اللَّهُ ، فَاعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنِّي أَقُولُ طُولَ حَيَاتِي : اللَّهُ ، فَإِذَا مِتُّ أَقُولُ : اللَّهُ ، وَإِذَا سُئِلْتُ فِي الْقَبْرِ أَقُولُ : اللَّهُ ، وَإِذَا جِئْتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقُولُ : اللَّهُ ، وَإِذَا أَخَذْتُ الْكِتَابَ أَقُولُ : اللَّهُ ، وَإِذَا وُزِنَتْ أَعْمَالِي أَقُولُ : اللَّهُ ، وَإِذَا جُزْتُ الصِّرَاطَ أَقُولُ : اللَّهُ ، وَإِذَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ أَقُولُ : اللَّهُ ، وَإِذَا رَأَيْتُ اللَّهَ قَلْتُ : اللَّهُ .
النُّكْتَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ : الْحِكْمَةُ فِي ذِكْرِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ أَنَّ الْمُخَاطَبِينَ فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) [ فَاطِرٍ : 32 ] فَقَالَ : أَنَا اللَّهُ
[ ص: 143 ] لِلسَّابِقِينَ ، الرَّحْمَنُ لِلْمُقْتَصِدِينَ ، الرَّحِيمُ لِلظَّالِمِينَ ، وَأَيْضًا اللَّهُ هُوَ مُعْطِي الْعَطَاءَ ، وَالرَّحْمَنُ هُوَ الْمُتَجَاوِزُ عَنْ زَلَّاتِ الْأَوْلِيَاءِ ، وَالرَّحِيمُ هُوَ الْمُتَجَاوِزُ عَنِ الْجَفَاءِ ، وَمِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=19960كَمَالِ رَحْمَتِهِ كَأَنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : أَعْلَمُ مِنْكَ مَا لَوْ عَلِمَهُ أَبَوَاكَ لَفَارَقَاكَ ، وَلَوْ عَلِمَتْهُ الْمَرْأَةُ لَجَفَتْكَ ، وَلَوْ عَلِمَتْهُ الْأَمَةُ لَأَقْدَمَتْ عَلَى الْفِرَارِ مِنْكَ ، وَلَوْ عَلِمَهُ الْجَارُ لَسَعَى فِي تَخْرِيبِ الدَّارِ ، وَأَنَا أَعْلَمُ كُلَّ ذَمِّكَ وَأَسْتُرُهُ بِكَرَمِي ؛ لِتَعْلَمَ أَنِّي إِلَهٌ كَرِيمٌ .
الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28802_28723اللَّهُ يُوجِبُ وِلَايَتَهُ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) [ الْبَقَرَةِ : 257 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28683_28723وَالرَّحْمَنُ يُوجِبُ مَحَبَّتَهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) [ مَرْيَمَ : 96 ]
nindex.php?page=treesubj&link=19960_29693_28723وَالرَّحِيمُ يُوجِبُ رَحْمَتَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) [ الْأَحْزَابِ : 43 ] .
الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ : قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011184 " مَنْ رَفَعَ قِرْطَاسًا مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " إِجْلَالًا لَهُ تَعَالَى ، كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصِّدِّيقِينَ ، وَخُفِّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وَإِنْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ " . وَقِصَّةُ
بِشْرٍ الْحَافِي فِي هَذَا الْبَابِ مَعْرُوفَةٌ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011185يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، nindex.php?page=treesubj&link=27366_65إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّ حَفَظَتْكَ لَا تَبْرَحُ أَنْ تَكْتُبَ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تَفْرَغَ ، nindex.php?page=treesubj&link=33092وَإِذَا غَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَإِنَّ حَفَظَتْكَ يَكْتُبُونَ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، فَإِنْ حَصَلَ مِنْ تِلْكَ الْوَاقِعَةِ وَلَدٌ ، كُتِبَ لَكَ مِنَ الْحَسَنَاتِ بِعَدَدِ نَفَسِ ذَلِكَ الْوَلَدِ وَبِعَدَدِ أَنْفَاسِ أَعْقَابِهِ إِنْ كَانَ لَهُ عَقِبٌ ، حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ nindex.php?page=treesubj&link=33093إِذَا رَكِبْتَ دَابَّةً فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ؛ يُكْتَبُ لَكَ الْحَسَنَاتُ بِعَدَدٍ كُلِّ خُطْوَةٍ ، وَإِذَا رَكِبْتَ السَّفِينَةَ فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ؛ يُكْتَبُ لَكَ الْحَسَنَاتُ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011186nindex.php?page=treesubj&link=26232_27366_24438سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا نَزَعُوا ثِيَابَهُمْ أَنْ يَقُولُوا : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . وَالْإِشَارَةُ فِيهِ أَنَّهُ إِذَا صَارَ هَذَا الِاسْمُ حِجَابًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَعْدَائِكَ مِنَ الْجِنِّ فِي الدُّنْيَا ، أَفَلَا يَصِيرُ حِجَابًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الزَّبَانِيَةِ فِي الْعُقْبَى ؟
السَّادِسَةَ عَشْرَةَ : كَتَبَ
قَيْصَرُ إِلَى
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ بِي صُدَاعًا لَا يَسْكُنُ ، فَابْعَثْ لِي دَوَاءً ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ
عُمَرُ قَلَنْسُوَةً ، فَكَانَ إِذَا وَضَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ يَسْكُنُ صُدَاعُهُ ، وَإِذَا رَفَعَهَا عَنْ رَأْسِهِ عَاوَدَهُ الصُّدَاعُ ، فَعَجِبَ مِنْهُ ، فَفَتَّشَ الْقَلَنْسُوَةَ ، فَإِذَا فِيهَا كَاغِدٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
السَّابِعَةَ عَشْرَةَ : قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011187مَنْ تَوَضَّأَ وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ طُهُورًا لِتِلْكَ الْأَعْضَاءِ ، وَمَنْ تَوَضَّأَ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ طُهُورًا لِجَمِيعِ بَدَنِهِ . فَإِذَا كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=27366_65الذِّكْرُ عَلَى الْوُضُوءِ طُهُورًا لِكُلِّ الْبَدَنِ ، فَذِكْرُهُ عَنْ صَمِيمِ الْقَلْبِ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ طُهُورًا لِلْقَلْبِ عَنِ الْكُفْرِ وَالْبِدْعَةِ .
الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ :
nindex.php?page=treesubj&link=27366_28807_31607طَلَبَ بَعْضُهُمْ آيَةً مِنْ nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ : إِنَّكَ تَدَّعِي الْإِسْلَامَ ، فَأَرِنَا آيَةً لِنُسْلِمَ ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِالسُّمِّ الْقَاتِلِ ، فَأُتِيَ بِطَاسٍ مِنَ السُّمِّ ، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ وَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَأَكَلَ الْكُلَّ ، وَقَامَ سَالِمًا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ الْمَجُوسُ : هَذَا دِينُ حَقٍّ .
التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ : مَرَّ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى قَبْرٍ ، فَرَأَى مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ يُعَذِّبُونَ مَيِّتًا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ حَاجَتِهِ مَرَّ عَلَى الْقَبْرِ ، فَرَأَى مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ مِنْ نُورٍ ، فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ ، فَصَلَّى وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : يَا
عِيسَى ، كَانَ هَذَا الْعَبْدُ عَاصِيًا ، وَمُذْ مَاتَ كَانَ مَحْبُوسًا فِي عَذَابِي ، وَكَانَ قَدْ تَرَكَ امْرَأَةً حُبْلَى فَوَلَدَتْ وَلَدًا وَرَبَّتْهُ حَتَّى كَبِرَ ، فَسَلَّمَتْهُ إِلَى الْكُتَّابِ ، فَلَقَّنَهُ الْمُعَلِّمُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=24582فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ عَبْدِي أَنْ أُعَذِّبَهُ بِنَارِي فِي بَطْنِ الْأَرْضِ وَوَلَدُهُ يَذْكُرُ اسْمِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .
[ ص: 144 ] الْعِشْرُونَ : سُئِلَتْ
عَمْرَةُ الْفَرْغَانِيَّةُ - وَكَانَتْ مِنْ كِبَارِ الْعَارِفَاتِ - : مَا
nindex.php?page=treesubj&link=628_731الْحِكْمَةُ فِي أَنَّ الْجُنُبَ وَالْحَائِضَ مَنْهِيَّانِ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ دُونَ التَّسْمِيَةِ ؟ فَقَالَتْ : لِأَنَّ التَّسْمِيَةَ ذِكْرُ اسْمِ الْحَبِيبِ ، وَالْحَبِيبُ لَا يَمْنَعُ مِنْ ذِكْرِ الْحَبِيبِ .
الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ : قِيلَ فِي قَوْلِهِ : " الرَّحِيمِ " هُوَ تَعَالَى رَحِيمٌ بِهِمْ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ ، فِي الْقَبْرِ وَحَشَرَاتِهِ ، وَالْقِيَامَةِ وَظُلُمَاتِهِ ، وَالْمِيزَانِ وَدَرَجَاتِهِ ، وَقِرَاءَةِ الْكِتَابِ وَفَزَعَاتِهِ ، وَالصِّرَاطِ وَمَخَافَاتِهِ ، وَالنَّارِ وَدَرَكَاتِهِ .
الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ : كَتَبَ عَارِفٌ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَأَوْصَى أَنْ تُجْعَلَ فِي كَفَنِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَيُّ فَائِدَةٍ لَكَ فِيهِ ، فَقَالَ : أَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِلَهِي بَعَثْتَ كِتَابًا وَجَعَلْتَ عُنْوَانَهُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَعَامِلْنِي بِعُنْوَانِ كِتَابِكَ .
الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ : قِيلَ : "
nindex.php?page=treesubj&link=28971_29748_31755_29747بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفًا ، وَفِيهِ فَائِدَتَانِ : إِحْدَاهُمَا : أَنَّ الزَّبَانِيَةَ تِسْعَةَ عَشَرَ ، فَاللَّهُ تَعَالَى يَدْفَعُ بَأْسَهُمْ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ التِّسْعَةَ عَشَرَ ، الثَّانِيَةُ : خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ سَاعَةً ، ثُمَّ فَرَضَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمْسِ سَاعَاتٍ ، فَهَذِهِ الْحُرُوفُ التِّسْعَةَ عَشَرَ تَقَعُ كَفَّارَاتٍ لِلذُّنُوبِ الَّتِي تَقَعُ فِي تِلْكَ السَّاعَاتِ التِّسْعَةَ عَشَرَ .
الرَّابِعَةَ وَالْعِشْرُونَ : لَمَّا كَانَتْ سُورَةُ التَّوْبَةِ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى الْأَمْرِ بِالْقِتَالِ ، لَمْ يُكْتَبْ فِي أَوَّلِهَا " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، وَأَيْضًا السُّنَّةُ أَنْ يُقَالَ عِنْدَ الذَّبْحِ : " بِاسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ " وَلَا يُقَالُ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28980_28971وَقْتَ الْقِتَالِ وَالْقَتْلِ لَا يَلِيقُ بِهِ ذِكْرُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَلَمَّا وَفَّقَكَ لِذِكْرِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً فِي الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ مَا خَلَقَكَ لِلْقَتْلِ وَالْعَذَابِ ، وَإِنَّمَا خَلَقَكَ لِلرَّحْمَةِ وَالْفَضْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْهَادِي إِلَى الصَّوَابِ .