إسلام ويب - عمدة القاري شرح صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة النحل - باب قوله ومنكم من يرد إلى أرذل العمر- الجزء رقم19
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4430 228 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل ، حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور ، عن شعيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=654338أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : nindex.php?page=treesubj&link=32925_33084_30277_30205أعوذ بك من البخل والكسل ، وأرذل العمر ، وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا والممات .
مطابقته للترجمة في قوله : "وأرذل العمر" ، وشعيب هو ابن الحبحاب بالحاءين المهملتين والباءين الموحدتين مر في كتاب الجمعة ، والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الدعوات عن أبي بكر بن نافع .
قوله : "من البخل" يعني في حقوق المال ، nindex.php?page=treesubj&link=30205واستعاذ صلى الله عليه وسلم من البخل كما nindex.php?page=treesubj&link=30205استعاذ أيضا من فتنة الغنى ، وهو إنفاقه في المعاصي ، أو إنفاقه في إسراف ، أو في باطل ، قوله : "والكسل" هو عدم انبعاث النفس للخير ، وقلة الرغبة فيه مع إمكانه ، قوله : "وأرذل العمر" آخره في آخر العمر في حال الكبر والعجز والخرف ، وجه nindex.php?page=treesubj&link=19605_28970الاستعاذة منه أن المطلوب من العمر التفكر في آلاء الله ، ونعمائه من خلق الموجودات ، فيقوموا بواجب الشكر بالقلب ، والجوارح ، والخرف الفاقد لهما ، فهو كالشيء الرديء الذي لا ينتفع به ، فينبغي أن يستعاذ منه ، قوله : nindex.php?page=treesubj&link=32926_30205 "وعذاب القبر" لأن فيه الأهوال والشدائد ، قوله : nindex.php?page=treesubj&link=30205 "وفتنة الدجال" إذ لم تكن فتنة في الأرض منذ خلق الله ذرية آدم أعظم منها ، قوله : "وفتنة المحيا" هو مفعل من الحياة والممات مفعل من الموت ، قال الشيخ أبو النجيب السهروردي قدس الله روحه : يريد بفتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر والرضا والوقوع في الآفات والإصرار على الفساد ، وترك متابعة طريق الهدى ، وفتنة الممات سؤال منكر ونكير مع الحيرة والخوف .