الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2153 [ 1098 ] وعن مطرف قال: قال لي عمران بن حصين: إني لأحدثك بالحديث اليوم ينفعك الله به بعد اليوم ، واعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أعمر طائفة من أهله في العشر. فلم تنزل آية تنسخ ذلك ، ولم ينه عنه حتى مضى لوجهه ارتأى كل امرئ بعد ، ما شاء أن يرتئي .

                                                                                              وفي رواية : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع بين حج وعمرة، ثم لم ينه عنه حتى مات ، ولم ينزل فيه قرآن يحرمه، وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت، ثم تركت الكي فعاد.

                                                                                              وفي أخرى : قال عمران بن حصين: نزلت آية المتعة في كتاب الله (يعني: متعة الحج) وأمرنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم لم تنزل آية تنسخ آية متعة الحج ولم ينه عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى مات ، قال رجل برأيه بعد ما شاء .

                                                                                              رواه البخاري (4518)، ومسلم (1226) (165 و 167 و 172 )، والنسائي (5 \ 149 و 155 )، وابن ماجه (2978) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقول عمران : (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أعمر طائفة من أهله في العشر) أي : [ ص: 351 ] أباح لهم أن يحرموا بالعمرة حين أحرموا من ذي الحليفة ، فيعني بالعشر : عشر ذي القعدة الأخير ، فإنهم أحرموا لست بقين منه ، ويحتمل أن يريد به : عشر ذي الحجة ، فإنهم حلوا بفراغهم من عمل العمرة في الخامس منه ، على ما تقدم في حديث عائشة ، والله أعلم .

                                                                                              وقوله : ( قال عثمان لعلي كلمة ) يعني : كلمة أغلظ له فيها . ولعلها التي قال في الرواية الأخرى : ( دعنا منك ) فإن فيها غلظا وجفاء بالنسبة إلى أمثالهما ، والله تعالى أعلم .

                                                                                              وقول عمران : ( وقد كان يسلم علي حتى اكتويت ) يعني : أن الملائكة كانت تسلم عليه إكراما له ، واحتراما إلى أن اكتوى ، فتركت السلام عليه . ففيه : إثبات كرامات الأولياء ، وأن الكي ليس بمحرم كما قدمنا في الإيمان ، ولكن تركه أولى .




                                                                                              الخدمات العلمية