الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2402 [ 1207 ] وعن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو .......... ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ؟

                                                                                              رواه مسلم (1348) والنسائي ( 5 \ 251 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة " ، روينا " أكثر " رفعا ونصبا ، فرفعه على التميمية ، ونصبه على الحجازية . وهو في الحالين خبر لا وصف ، والمجروران بعده مبنيان ، فـ " من يوم عرفة " يبين الأكثرية مما هي ، و " من أن يعتق " يبين المميز ، وتقدير الكلام : ما يوم أكثر من يوم عرفة عتيقا من النار .

                                                                                              وقوله " وإنه ليدنو " ، هذا الضمير عائد إلى الله تعالى ، والدنو دنو إفضال وإكرام لا دنو انتقال ومكان ; إذ يتعالى عنه ويتقدس .

                                                                                              [ ص: 461 ] وقوله " ثم يباهي بهم الملائكة " ; أي : يثني عليهم عندهم ويعظمهم بحضرتهم ، كما قال في الحديث الآخر : يقول للملائكة : "انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ، أشهدكم أني قد غفرت لهم" . وكأن هذا - والله أعلم - تذكير للملائكة بقول : أتجعل فيها من يفسد فيها [البقرة: 30] وإظهارا لتحقيق قوله تعالى : إني أعلم [البقرة: 30] .

                                                                                              وقوله " ما أراد هؤلاء ؟ " ; أي : إنما حملهم على ذلك، حتى خرجوا من أوطانهم وفارقوا أهليهم ولذاتهم ابتغاء مرضاتي وامتثال أمري ، والله أعلم.




                                                                                              الخدمات العلمية