الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6107 59 - حدثني إسحاق ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا شعبة ، قال : سمعت حصين بن عبد الرحمن ، قال : كنت قاعدا عند سعيد بن جبير فقال : عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ; هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث ، وإسحاق : شيخ البخاري ، قال الغساني : لم أجده منسوبا عند شيوخنا لكن حدث البخاري في الجامع كثيرا عن إسحاق بن إبراهيم . وقال بعضهم : إسحاق هو ابن منصور ، وغلط من قال ابن إبراهيم . قلت : التغليط من أين وقد سمع البخاري من جماعة كل منهم يسمى إسحاق بن إبراهيم ؟

                                                                                                                                                                                  وحصين : بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين . والحديث أخرجه البخاري في الطب مطولا ، وفي أحاديث الأنبياء مختصرا عن مسدد ، وهاهنا أيضا روى بعضه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا يسترقون " أي : لا يطلبون الرقية ، وهي العودة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع ونحو ذلك من الآفات ، وقد جاء في بعض الأحاديث جوازها ، وفي بعضها النهي عنها ، فمن الجواز : " استرقوا لها فإن بها النظرة " أي : اطلبوا لها من يرقي لها ، ومن النهي قوله هذا : " لا يسترقون " ، ووجه الجمع أن المنهي عنها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أسماء الله وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة ، وأن يعتقدوا أن الرقيا مانعة لا محالة ، والمأمور بها ما كان بقوارع القرآن ونحوه . قوله : " ولا يتطيرون " أي : لا يتشاءمون بالطيور ومثلها مما هو عادتهم قبل الإسلام ، والطيرة ما يكون في الشر والفأل ما يكون في الخير .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية