الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6127 79 - حدثنا أبو الوليد ، حدثنا مهدي ، عن غيلان ، عن أنس رضي الله عنه قال : إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا نعد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الموبقات . قال أبو عبد الله : يعني بذلك المهلكات .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث ، وأبو الوليد : هشام بن عبد الملك الطيالسي ، ومهدي : هو ابن ميمون الأزدي ، وغيلان : بفتح المعجمة وسكون الياء آخر الحروف ، ابن جرير ، وقال بعضهم : هو غيلان بن جامع ، وهو غلط صريح ، لأن غيلان بن جرير من أهل البصرة وغيلان بن جامع كوفي قاضي الكوفة . ورجال السند كلهم بصريون والحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لتعملون " اللام فيه للتأكيد . قوله : " هي أدق " أفعل التفضيل من الدقة بكسر الدال ، وأراد به أنهم كانوا يحقرونها ويهونونها . قوله : " إن كنا نعدها " ، إن مخففة من الثقيلة ، وجاز استعمالها بدون اللام الفارقة بينها وبين النافية عند الأمن من الالتباس ، " ونعدها " بدون اللام في رواية أبي ذر عن السرخسي والمستملي وعند الأكثرين " لنعدها " بلام التأكيد وأيضا بالضمير ، وعندهما بحذف الضمير أيضا ، ولفظهما " إن كنا نعد " . قوله : " على عهد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم " أي : في زمنه وأيامه . قوله : " الموبقات " [ ص: 81 ] أي : المهلكات ، هكذا فسره البخاري على ما يجيء الآن ، وفي رواية الأكثرين " من الموبقات " ، وسقوط كلمة " من " في رواية السرخسي والمستملي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال أبو عبد الله " هو البخاري نفسه ، يعني بذلك أي : بلفظ الموبقات يعني أراد بها المهلكات ، وهي جمع موبقة ، أي : مهلكة ، وثلاثيه وبق يبق فهو وبق إذا هلك ، وأوبقه غيره فهو موبق ، فالفاعل بكسر الباء والمفعول بفتحها ، ومعنى الحديث راجع إلى قوله عز وجل : وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم وكانت الصحابة يعدون الصغائر من الموبقات لشدة خشيتهم لله ، ولم تكن لهم كبائر ، والمحقرات إذا كثرت صارت كبائر للإصرار عليها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية