الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6196 148 - حدثنا إبراهيم بن حمزة ، حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي ، عن يزيد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه أبو طالب فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " في ضحضاح من نار " ، لأنه وصف من أوصاف النار . وإبراهيم بن حمزة : بالحاء المهملة والزاي ، أبو إسحاق الزبيري الأسدي ، وابن أبي حازم : هو عبد العزيز بن أبي حازم ، سلمة بن دينار الأسلمي ، والدراوردي : أيضا اسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد من رجال مسلم ، روى البخاري عن إبراهيم عنه مقرونا بابن أبي حازم ، ونسبه إلى دراورد بفتح الدال : قرية من قرى خراسان ، ويزيد : من الزيادة ، ابن عبد الله بن الهاد ، وعبد الله بن خباب : بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى الأنصاري ، وكل هؤلاء مدنيون . والحديث مضى في باب قصة أبي طالب ، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف عن الليث عن ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري ، إلى آخره ، وأخرجه أيضا عن إبراهيم بن حمزة عن ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد بهذا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أبو طالب " هو ابن عبد المطلب ، وعم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، واسمه عبد مناف ، شقيق عبد الله ، والد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم . قوله : [ ص: 126 ] " لعله تنفعه شفاعتي " قيل : يشكل هذا بقوله تعالى : فما تنفعهم شفاعة الشافعين وأجيب بأنه خص فلذلك عدوه من خصائص النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقيل : جزاء الكافر من العذاب يقع على كفره وعلى معاصيه ، فيجوز أن الله تعالى يضع عن بعض الكفار بعض جزاء معاصيه تطييبا لقلب الشافع ، لا ثوابا للكافر ، لأن حسناته صارت بموته على كفره هباء منثورا . قوله : " في ضحضاح " بإعجام الضادين وإهمال الحاءين : ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين ، فاستعير للنار . قوله : " يغلي منه أم دماغه " ، وأم الدماغ : أصله وما به قوامه ، وقيل : الهامة ، وقيل : جلدة رقيقة تحيط بالدماغ .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية