الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6252 6 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمرته ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل : وايم الله إن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " وايم الله " والحديث مضى في باب مناقب زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بعثا " أي : سرية .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في إمرته " بكسر الهمزة وسكون الميم ، ويروى : في إمارته .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تطعنون " المشهور فيه فتح العين ، وقال ابن فارس عن بعضهم : طعن بالرمح يطعن بالضم وطعن بالقول يطعن بالفتح .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وايم الله " يعني يمين الله ، ولكن معناه يمين الحالف بالله لأنه لا يجوز أن يوصف الله بأنه يحلف بيمين ، وإنما هو من صفات المخلوقين ، وروي عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يحلفان بايم الله ، وأبى الحلف بها الحسن البصري وإبراهيم النخعي وهو يمين عند أصحابنا قاله الطحاوي وبه قال مالك ، وقال الشافعي : إن لم يرد بها يمينا فليست بيمين ، وروي عن ابن عباس أنه اسم من أسماء الله تعالى ، فإن صح ذلك فهو الحلف بالله .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن كان " إن مخففة من الثقيلة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لخليقا بالإمارة " أي : لجديرا لها وأهلا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لمن أحب الناس " قال الكرماني : [ ص: 168 ] الأحب بمعنى المحبوب وفيه تأمل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلي " بتشديد الياء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية