الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما شرط وجوبه فالعقل فقط ; فيعزر كل عاقل ارتكب جناية ليس لها حد مقدر ، سواء كان حرا أو عبدا ، ذكرا أو أنثى ، مسلما أو كافرا ، بالغا أو صبيا ، بعد أن يكون عاقلا ; لأن هؤلاء من أهل العقوبة ، إلا الصبي العاقل فإنه [ ص: 64 ] يعزر تأديبا لا عقوبة ; لأنه من أهل التأديب ، ألا ترى إلى ما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : { مروا صبيانكم بالصلاة ; إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها ; إذا بلغوا عشرا } وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة ; لأنها تستدعي الجناية ، وفعل الصبي لا يوصف بكونه جناية ، بخلاف المجنون والصبي الذي لا يعقل ; لأنهما ليسا من أهل العقوبة ولا من أهل التأديب .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية