الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : قال القاضي : فيه إبطال القول بالجبر من جهات :

                                                                                                                                                                                                                                            إحداها : أن اتباعهم وإيمانهم موقوف على أن يخلق الله ذلك فيهم ؛ سواء أرسل الرسول إليهم أم لا .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيتها : أنه إذا خلق القدرة على ذلك فيهم وجب سواء أرسل الرسول أم لا .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثتها : إذا أراد ذلك وجب ، أرسل الرسول إليهم أم لا ، فأي فائدة في قولهم هذا لو كانت أفعالهم خلقا لله تعالى ؟ فيقال للقاضي : هب أنك نازعت في الخلق والإرادة ، ولكنك وافقت في العلم ، فإذا علم الكفر منهم فهل يجب أم لا ؟ فإن لم يجب أمكن أن لا يوجد الكفر مع حصول العلم بالكفر ، وذلك جمع بين الضدين ، وإن وجب لزمك ما أوردته علينا . واعلم أن الكلام وإن كان قويا حسنا إلا أنه إذا توجه عليه النقض الذي لا محيص عنه ، فكيف يرضى العاقل بأن يعول عليه ؟

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية