الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في نتف الشيب

                                                                      4202 حدثنا مسدد حدثنا يحيى ح و حدثنا مسدد حدثنا سفيان المعنى عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنتفوا الشيب ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام قال عن سفيان إلا كانت له نورا يوم القيامة وقال في حديث يحيى إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( لا تنتفوا ) : بكسر التاء الثانية ( الشيب ) : أي الشعر الأبيض ( يشيب شيبة ) : أي شعرة واحدة بيضاء ( قال عن سفيان ) : أي قال مسدد في روايته عن سفيان ( إلا كانت ) : أي تلك الشيبة ( له نورا يوم القيامة ) : أي سببا للنور ، وفيه ترغيب بليغ في إبقاء الشيب وترك التعرض لإزالته وكذا في قوله ( إلا كتب الله له ) : أي للمسلم ( بها ) : أي بالشيبة . فإن قلت فإذا كان حال الشيب كذلك فلم شرع ستره بالخضاب قلنا ذلك لمصلحة أخرى دينية وهو إرغام الأعداء وإظهار الجلادة لهم .

                                                                      وقال ابن العربي : وإنما نهى عن النتف دون الخضب لأن فيه تغيير الخلقة من أصلها بخلاف الخضب فإنه لا يغير الخلقة على الناظر إليه انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حسن وقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث قتادة عن أنس بن مالك قال كنا نكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته . [ ص: 200 ]




                                                                      الخدمات العلمية