الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 526 ] ( 89 ) سورة والفجر

                                                                                                                                                                                                                              وقال مجاهد: الوتر الله. إرم ذات العماد القديمة والعماد: أهل عمود لا يقيمون. سوط عذاب والذي عذبوا به. أكلا لما : السف. و جما : الكثير وقال مجاهد: كل شيء خلقه فهو شفع، السماء شفع والوتر الله تبارك وتعالى. وقال غيره سوط عذاب كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط. لبالمرصاد : إليه المصير. تحاضون : تحافظون، ويحضون يأمرون بإطعامه. المطمئنة : المصدقة بالثواب. وقال الحسن: يا أيتها النفس إذا أراد الله -عز وجل- قبضها اطمأنت إلى الله، واطمأن الله إليها، ورضيت عن الله، ورضي الله عنها، فأمر بقبض روحها، وأدخلها الله الجنة، وجعله من عباده الصالحين. وقال غيره: جابوا نقبوا من جيب القميص: قطع له جيب. يجوب الفلاة: يقطعها لما لممته أجمع أتيت على آخره.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              مكية وقيل: مدنية حكاه ابن النقيب عن علي بن أبي طلحة .

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال مجاهد : الوتر: الله ) أخرجه ابن أبي حاتم عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عنه: الشفع: الزوج، والوتر: الله.

                                                                                                                                                                                                                              وذكر بعده -أعني البخاري - كل شيء خلقه فهو شفع، السماء شفع [ ص: 527 ] والوتر الله، وفيها أقوال أخر، قيل: يوم النحر ويوم عرفة، وقيل: الصفا والمروة والبيت وقيل: القرآن والأفراد وقيل: الصلاة، وفيه حديث في الترمذي غريب عن عمران وقيل: العدد، وقيل: الله مع خلقه، وقيل: الشفع آدم وحواء. وقيل: الشفع التعجيل من منى، والوتر من تأخر، وزيفه الطبري . وقيل: المغرب فيها شفع ووتر، والوتر بفتح الواو وكسرها قراءتان.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( إرم ذات العماد القديمة، والعماد أهل عمود لا يقيمون ) أخرجه ابن جرير عن مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى لا يقيمون: ينتجعون لطلب الكلأ، وهي قبيلة، وهي عاد الأولى، وكانوا بادية أهل عمد، وقيل: هي مدينة، فقيل: بناها إرم في بعض صحارى عدن في ثلاثمائة سنة صفة الجنة وقيل: مدينة دمشق، يقال: وجد منها أربعمائة ألف عمود وبانيها جيرون بن سعيد وقيل: دمشقش غلام نمروذ الجبار، وفيه نظر، وقال مجاهد : إرم: أمة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 528 ] وقال ابن إسحاق : عاد بن إرم بن غوص بن سام بن نوح، وقال ابن إسحاق : إرم هالك، وقال مرة: كانوا طوالا مثل العماد، طول أحدهم مائة ذراع، وأقصرهم اثنا عشر ذراعا، وصوب الطبري أن إرم اسم قبيلة من عاد، وقيل: هو أبو عاد، وقيل: العماد البستان الطويل وذكر الداودي أن العماد هي التي تدخل في البناء وهي السواري.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( سوط عذاب الذي عذبوا به ) قلت: وهو على الاستعارة لأن السوط عندهم شأنه العذاب فجرى ذلك لكل عذاب، قال قتادة : يعني لونا من العذاب صبه عليهم، وقال ابن زيد -فيما حكاه ابن جرير -: العذاب الذي عذبهم به سماه سوط عذاب، ولعل هذا هو المراد بقوله، وقال غيره: حيث ذكره بعد وكرره وزاد يدخل فيه السوط.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( أكلا لما السف. و جما الكثير ) قلت وقال بعد: لما لممته أجمع أتيت على آخره، والأول قول مجاهد والثاني قول ابن عباس ، قال ابن عباس : لما : شديد حكاه ابن جرير ، وعبارة أبي عبيدة : لممت ما على الخوان إذا أتيت ما عليه وأكلته كله أجمع من قولك: لممت الشيء إذا جمعته.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 529 ] قال أبو زيد : وسففت الدواء أسفه سفا وسففت الماء إذا أكثرت من شربه من غير أن تروى. قال الحسن: يأكل نصيبه ونصيب غيره. لا يسأل عن وجهه، والجم: الكثير كما ذكر يقال: جم الماء في الحوض إذا كثر واجتمع.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( لبالمرصاد : إليه المصير ) أي: فلا محيص عنه، وقال ابن عباس بحيث يرى ويسمع.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( تحاضون : تحافظون، ويحضون يأمرون بإطعامه ) قلت: وهما قراءتان في السبعة، والثاني: بالتاء والياء، وعن الكسائي ضم التاء فى الأول.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( المطمئنة : المصدقة بالثواب ) أي: الموعود، وقال الحسن: إذا أراد الله قبضها أطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها، ورضيت عن الله ورضي الله عنها فأمر بقبض روحها، وأدخله الله الجنة وجعله من عباده الصالحين. أخرجه ابن أبي حاتم من حديث حفص عنه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال غيره جابوا نقبوا جبت القميص: قطعت له جيبا. يجوب الفلاة: يقطعها ) أراد بغيره -والله أعلم- قتادة ، رواه عبد بن حميد عن يونس، عن شيبان، عنه أي: نحتوا الصخر، وقال مجاهد : خرقوا الجبال فجعلوا فيها بيوتا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية