الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب من رأى أن لا يجمع بينهما

                                                                      4966 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي ومن تكنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي قال أبو داود وروى بهذا المعنى ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة وروي عن أبي زرعة عن أبي هريرة مختلفا على الروايتين وكذلك رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة اختلف فيه رواه الثوري وابن جريج على ما قال أبو الزبير ورواه معقل بن عبيد الله على ما قال ابن سيرين واختلف فيه على موسى بن يسار عن أبي هريرة أيضا على القولين اختلف فيه حماد بن خالد وابن أبي فديك

                                                                      التالي السابق


                                                                      أي بين اسمه صلى الله عليه وسلم وكنيته .

                                                                      ( من تسمى باسمي فلا يكنى ) : من التكنية وفي بعض النسخ يتكنى من التكني . والحديث تمسك به من نهى عن الجمع بين اسمه - صلى الله عليه وسلم - وكنيته .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي وقال حسن غريب ( وروى بهذا المعنى ابن عجلان ) : هو محمد بن عجلان القرشي أبو عبد الله المدني وثقه أحمد وابن معين ( عن أبيه ) : عجلان المدني مولى فاطمة بنت عتبة ، قال النسائي : لا بأس به ( عن أبي هريرة ) : وحديث ابن عجلان عند الترمذي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته ويسمى محمدا أبا القاسم قال الترمذي : حسن صحيح .

                                                                      ولفظ البخاري في الأدب المفرد حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين اسمه وكنيته وقال أنا أبو القاسم " .

                                                                      ( وروي ) : بصيغة المجهول ( عن أبي زرعة ) : بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي وثقه ابن معين وابن خراش ( عن أبي هريرة مختلفا ) : بصيغة المجهول ( على [ ص: 250 ] الروايتين ) : المذكورتين أي مثل رواية محمد بن سيرين عن أبي هريرة ومثل رواية أبي الزبير عن جابر .

                                                                      وروى أحمد في مسنده من حديث أبي زرعة من كلا اللفظين ما نصه حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن سلم بن عبد الرحمن النخعي عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي رواه أحمد .

                                                                      حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت عبد الله بن يزيد النخعي قال سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي رواه أحمد .

                                                                      قال عبد الله بن أحمد قال أبي شعبة يخطئ في القول عبد الله بن يزيد وإنما هو سلم بن عبد الرحمن النخعي ( وكذلك ) : أي باختلاف اللفظتين ( رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة ) : الأنصاري النجاري المدني القاص .

                                                                      قال ابن سعد ثقة كثير الحديث ( عن أبي هريرة اختلف ) بصيغة المجهول أي اختلف على عبد الرحمن ( فيه ) : في هذا الحديث ( رواه الثوري وابن جريج ) : كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ( على ما قال أبو الزبير ) : عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى ( ورواه معقل بن عبيد الله ) : العبسي وثقه أحمد والنسائي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ( على ما قال ابن سيرين ) : هو محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي .

                                                                      وأخرج أحمد في مسنده حدثنا روح حدثنا ابن جريج أخبرني عبد الكريم بن مالك أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة أخبره عن عمه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يكنى بكنيته .

                                                                      وروى سليم بن حيان عن أبيه عن أبي هريرة وكذا خالد عن أبي هريرة مثل رواية محمد بن سيرين .

                                                                      [ ص: 251 ] أخرج أحمد حدثنا عبد الرحمن ، حدثني سليم بن حيان عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي .

                                                                      حدثنا محبوب بن الحسن عن خالد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي انتهى .

                                                                      ( واختلف ) : بصيغة المجهول ( فيه ) : أي في هذا الحديث ( على موسى بن يسار ) : المطلبي وثقه ابن معين ( عن أبي هريرة أيضا على القولين ) : أي مثل رواية محمد بن سيرين عن أبي هريرة ومثل رواية الزبير عن جابر ( اختلف فيه حماد بن خالد ) : القرشي المدني ثم البصري وثقه ابن معين وابن المديني والنسائي ( وابن أبي فديك ) : هو محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك المدني قال النسائي ليس به بأس فحماد وابن أبي فديك كلاهما يرويان عن موسى بن يسار عن أبي هريرة على الاختلاف .

                                                                      وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأحمد في مسنده واللفظ للبخاري حدثنا أبو نعيم حدثنا داود بن قيس حدثني موسى بن يسار سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني أنا أبو القاسم انتهى .

                                                                      والحاصل أن أبا هريرة - رضي الله عنه - روي عنه الحديث من كلا اللفظين مثل لفظ محمد بن سيرين عن أبي هريرة ومثل لفظ أبي الزبير عن جابر وبين كلتا الروايتين فرق في المعنى ، فإن رواية جابر تدل على جواز التكني بكنية النبي صلى الله عليه وسلم ، والتسمي باسم النبي صلى الله عليه وسلم على الانفراد وعلى عدم الجواز على سبيل الاجتماع ، ورواية ابن سيرين تدل على جواز التسمي باسم النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عدم جواز التكني بكنية النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم .

                                                                      قال المنذري : وحديث ابن عجلان الذي أشار إليه أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح ، وحديث محمد بن سيرين تقدم ، وحديث أبي الزبير هو الذي ذكره في هذا الباب .




                                                                      الخدمات العلمية