الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
518 \ 4057 - عن nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه: nindex.php?page=hadith&LINKID=675608nindex.php?page=treesubj&link=31100_25944أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق يوما واحدا، فصنع الناس فلبسوا، وطرح النبي صلى الله عليه وسلم فطرح الناس .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود: رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، nindex.php?page=showalam&ids=15938زياد بن سعد، وشعيب، وابن مسافر، كلهم قال: "من ورق ".
وهؤلاء الذين ذكرهم nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قد أشار إليهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "صحيحه " .
وقد أخرجا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، وفيه: "من ورق "، فهؤلاء خمسة من ثقات أصحاب الزهري، رووه عنه كذلك.
وقد قيل: إن هذا عند جميع أصحاب الحديث وهم من nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب في : "خاتم الذهب "- يعني: أن الصواب أن الذي نبذه هو خاتم الذهب-.
[ ص: 78 ] قال المهلب : وقد يمكن أن يتأول لابن شهاب ما ينفي عنه الوهم- وإن كان الوهم أظهر-، وذلك يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لما عزم على اطراح خاتم الذهب، اصطنع خاتما من فضة، بدليل أنه كان لا يستغني عن الختم به على الكتب إلى البلدان والملوك وأجوبة العمال وأمراء الأجناد، فلما لبس خاتم الفضة أراد الناس ذلك اليوم أن يصطنعوا مثله، فطرح عند ذلك خاتم الذهب، فطرح الناس خواتيم الذهب. والتأليف بين الأحاديث أولى من حملها على التنافي والتضاد .
قال ابن القيم رحمه الله: ويدل على وهم nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب: ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "صحيحه" من حديث عبيد الله، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: nindex.php?page=hadith&LINKID=655416أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب، فجعل فصه مما يلي كفه، فاتخذه الناس، فرمى به، واتخذ خاتما من ورق أو فضة .
فهذا يدل على أن الذي طرحه النبي صلى الله عليه وسلم: هو خاتم الذهب، ويدل على أن خاتم الفضة استمر في يده ولم يطرحه، ولبسه بعده أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان صدرا من خلافته.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: أخبرنا محمد بن [ ص: 79 ] معمر، حدثنا أبو عاصم، عن المغيرة بن زياد، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: nindex.php?page=hadith&LINKID=671383أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتما من ذهب ثلاثة أيام، فلما رآه أصحابه فشت خواتيم الذهب، فرمى به فلا يدرى ما فعل ؟ ثم أمر بخاتم من فضة، فأمر أن ينقش فيه: محمد رسول الله، وكان في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، وفي يد أبي بكر حتى مات، وفي يد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حتى مات، وفي يد nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ست سنين من عمله، فلما كثرت عليه [الكتب] دفعه إلى رجل من الأنصار، فكان يختم به، فخرج الأنصاري إلى قليب لعثمان فسقط، فالتمس، فلم يوجد، فأمر بخاتم مثله ونقش فيه: محمد رسول الله .
وفي "الصحيحين" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن عبد الله : nindex.php?page=hadith&LINKID=660906أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطنع خاتما من ذهب، وكان يجعل فصه في باطن كفه إذا لبسه، فصنع الناس، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه وقال: إني كنت ألبس هذا الخاتم، وأجعل فصه من داخل، فرمى به، وقال: والله لا ألبسه أبدا، فنبذ الناس خواتيمهم ، فهذا الحديث متفق عليه، وله طرق عديدة في الكتابين.
وقد روي، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب، nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة بن عبيد الله، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : nindex.php?page=treesubj&link=17545أنهم لبسوا خواتيم [ ص: 80 ] الذهب.
وهذا - إن صح عنهم - فلعلهم لم يبلغهم النهي، وهم في ذلك كمن رخص في nindex.php?page=treesubj&link=17627_17605لبس الحرير من السلف، وقد صحت السنة بتحريمه على الرجال، وإباحتهما للنساء.