الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : قوله تعالى : ( ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ) أي : ولم يأتكم مثل الذين خلوا ، وذكر الكوفيون من أهل النحو أن ( لما ) إنما هي ( لم ) و ( ما ) زائدة ، وقال سيبويه : ( ما ) ليست زائدة ; لأن ( لما ) تقع في مواضع لا تقع فيها ( لم ) يقول الرجل لصاحبه : أقدم فلان ؟ فيقول : ( لما ) ولا يقول : ( لم ) مفردة ، قال المبرد : إذا قال القائل : لم يأتني زيد ، فهو نفي لقولك : أتاك زيد . وإذا قال : لما يأتني فمعناه أنه لم يأتني بعد وأنا أتوقعه . قال النابغة :


                                                                                                                                                                                                                                            أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد



                                                                                                                                                                                                                                            فعلى هذا قوله : ( ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ) يدل على أن إتيان ذلك متوقع منتظر .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية