الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10682 [ ص: 370 ] 4813 - (11066) - (3\9) عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يجاء بالموت كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون، فينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت، قال: فيقال: يا أهل النار! هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون، فينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح، قال: ويقال: يا أهل الجنة! خلود لا موت، ويا أهل النار خلود لا موت"، قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون [ مريم: 39] ، قال: وأشار بيده، قال محمد بن عبيد في حديثه: في غفلة، قال: أهل الدنيا في غفلة الدنيا. قال محمد بن عبيد في حديثه إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يجاء بالموت كأنه كبش أملح.

التالي السابق


* قوله : "كأنه كبش أملح": هو ما بياضه أكثر من سواده، وقيل: النقي البياض.

* "فيشرئبون": هو بهمزة وباء مشددة بعده؛ أي: يرفعون رؤوسهم لينظروا إليه.

* "فيؤمر به فيذبح"؛ قيل: ذاك شيء يخلق الله تعالى عند ذبحه علما ضروريا في قلوبهم أنه لا موت بعد ذلك، ولو شاء لخلق العلم من غير ذبح أيضا، لكن لا يسأل عما يفعل، وإلا، فالموت على تقدير فرض تجسمه وذبحه لا يوجب ذبحه العلم بعدم الموت بعد ذلك؛ لإمكان خلق مثله، أو إعادته كما أعاد الموتى المذبوحين منهم وغيرهم، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية