الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8152 [ ص: 12 ] 4132 - (8352) - (2\328) عن أبي هريرة، أنه كان ينعت النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " كان شبح الذراعين، أهدب أشفار العينين، بعيد ما بين المنكبين، يقبل جميعا، ويدبر جميعا، بأبي هو وأمي، لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا صخابا في الأسواق.

التالي السابق


* قوله : "شبح الذراعين"؛ بفتح معجمة وسكون موحدة وإهمال حاء، أي: طويلهما، وقيل: عريضهما.

* "أهدب أشفار"؛ أي: طويل شعر الأجفان.

* "بعيد ما بين المنكبين"؛ البعيد - بفتح الباء - هو المشهور، وروي - بضم الباء - على التصغير، وقد أنكره بعضهم، والمراد ببعد ما بينهما: سعته، وعلى تقدير التصغير يكون إشارة إلى أن ما بين المنكبين لم يكن متناهيا في العرض، منافيا للاعتدال.

وقيل: عظم ما بين المنكبين كنأية عن سعة الصدر؛ لينتقل عنه إلى الجود والوقار؛ إذ كثيرا ما يعبر عنهما بها، ولا يخفى أن الظاهر في بيان سعة ما بين المنكبين أن يقال: بعيد المنكبين، لا بعيد ما بينهما.

وأجيب عنه: بأن حقيقة البعد هو الامتداد الزائد، وهو حقيقة صفة للوسط،

لا الطرفين، وإن تعارف وصف الطرفين به تجوزا، والله تعالى أعلم.

* "يقبل"؛ من الإقبال، أي: لم يكن إقباله إقبال المتكبرين.

* "فاحشا": طبعا.

* "ولا متفحشا ": بتكلف.

* "ولا صخابا "؛ أي: صياحا.

* * *




الخدمات العلمية