الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10816 4904 - (11200) - (3\25 - 26) عن أبي سعيد الخدري، قال: يعرض الناس على جسر جهنم عليه حسك وكلاليب وخطاطيف تخطف الناس، قال: فيمر

[ ص: 432 ]

الناس مثل البرق، وآخرون مثل الريح، وآخرون مثل الفرس المجرى، وآخرون يسعون سعيا، وآخرون يمشون مشيا، وآخرون يحبون حبوا، وآخرون يزحفون زحفا، فأما أهل النار فلا يموتون، ولا يحيون، وأما ناس فيؤخذون بذنوبهم فيحرقون فيكونون فحما، ثم يأذن الله في الشفاعة، فيؤخذون ضبارات ضبارات فيقذفون على نهر، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل رأيتم الصبغاء؟ " فقال: " وعلى النار ثلاث شجرات فيخرج - أو يخرج - رجل من النار فيكون على شفتها، فيقول: يا رب اصرف وجهي عنها، قال: فيقول: وعهدك وذمتك لا تسألني غيرها. قال: فيرى شجرة، فيقول: يا رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها، وآكل من ثمرتها، قال: فيقول: وعهدك وذمتك لا تسألني غيرها. قال: فيرى شجرة أخرى أحسن منها، فيقول: يا رب حولني إلى هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرتها، فيقول: وعهدك وذمتك لا تسألني غيرها. قال: فيرى الثالثة، فيقول: يا رب حولني إلى هذه الشجرة أستظل بظلها، وآكل من ثمرتها، قال: وعهدك وذمتك لا تسألني غيرها. قال: فيرى سواد الناس، ويسمع أصواتهم، فيقول: رب أدخلني الجنة "، قال: فقال أبو سعيد: ورجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اختلفا، فقال أحدهما: " فيدخل الجنة فيعطى الدنيا ومثلها معها "، وقال الآخر: " يدخل الجنة فيعطى الدنيا وعشرة أمثالها".


التالي السابق


* قوله : "هل رأيتم الصبغاء": ضبط بفتح صاد مهملة وسكون موحدة، آخره غين معجمة، ممدود.

في "المجمع": هو نبت ضعيف؛ كالثمام، شبه نبات لحومهم بعد احتراقها بنبات الطاقة من النبت حين تطلع تكون صبغاء مما يلي الشمس من أعاليها أخضر، ومما يلي الظل أبيض.

* "على شفتها"؛ أي: شفة النار؛ أي: طرفها.

[ ص: 433 ]

* "وعهدك": بالنصب؛ أي: أعطني عهدك، أو اذكر عهدك، أو بالرفع؛ أي: عهدك بيني وبينك، أو نحو ذلك.

* "سواد الناس"؛ أي: جماعتهم، أو أشخاصهم.

* "ورجل آخر": هو أبو هريرة، وهو القائل بالمثل، وأبو سعيد بالعشرة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية