الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2132 - ( 4 ) - حديث : { أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود }.

أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن عدي ، والعقيلي من حديث عمرة ، عن عائشة ، وقال العقيلي : له طرق ، وليس فيها شيء يثبت ، وذكره ابن طاهر من رواية عبد الله بن هارون بن موسى القروي ، عن القعنبي ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن أنس ، وقال : هو بهذا الإسناد باطل ، والعمل فيه على الفروي ، ورواه الشافعي ، [ ص: 150 ] وابن حبان في صحيحه ، وابن عدي أيضا والبيهقي من حديث عائشة ، بلفظ : { أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم }. ولم يذكر ما بعده ، قال الشافعي : وسمعت من أهل العلم من يعرف هذا الحديث ويقول : " يتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ، ما لم يكن حدا " .

وقال عبد الحق : ذكره ابن عدي في باب واصل بن عبد الرحمن الرقاشي ، ولم يذكر له علة ، قلت : وواصل هو أبو حرة ضعيف ، وفي إسناد ابن حبان : أبو بكر بن نافع ، وقد نص أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث .

وفي الباب عن ابن عمر رواه أبو الشيخ في كتاب الحدود ، بإسناد ضعيف ، وعن ابن مسعود رفعه : { تجاوزوا عن ذنب السخي ، فإن الله يأخذ بيده عند عثراته }. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف ، قال الشافعي : " وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم : هم الذين ليسوا يعرفون بالشر ، فيزل أحدهم الزلة " . وقال الماوردي : في عثراتهم وجهان :

أحدهما : الصغائر .

والثاني : أول معصية زل فيها مطيع .

قوله : كتب عمر إلى أبي موسى : " لا يبلغ النكال أكثر من عشرين سوطا " ويروى : " ثلاثين إلى أربعين " . أما الأول : فرواه ابن المنذر ، قال : وروينا عنه ألا يبلغ بعقوبة أربعين

التالي السابق


الخدمات العلمية